عزيز الدريوشي: "خسرتُ مبالغ مهمة على طاولات المراهنة في مونديال البرازيل؛ فأغلب الفرق التي راهنت على فوزها في الدور الأول، لم تفز"، يقول أشرف (19 عاماً) بابتسامة مغتصبة تعلو ملامحه، ليعود إلى الجدال مع صديقه إسماعيل حول توقعاته لباقي المباريات. "هنا صوتك" دخلت أحد أشهر مقاهي المقامرين الشباب في المدينة القديمة، وتابعت مباريات معهم. منهم من راهن على فوز أحد فريقيها، ومنهم من اختصر متعة الفرجة في اسم لاعب بعينه، يفتتح التسجيل . مقامرون خاسرون الساعة تشير إلى الرابعة والنصف، حركة دؤوب يعرفها مقهى للمقامرين بالمدينة العتيقة، الجميع يتسابق لحجز زاوية تضمن فرجة ممتعة. بالنسبة لعبد الحكيم (21عاما) المهتم بأسماء اللاعبين الذين سيشاركون اليوم في المقابلة، فإنه واثق من أن ذاك اللاعب بعينه هو من سيسجل الهدف الأول في المقابلة التي تبدأ بعد نصف ساعة. يقول ل"هنا صوتك": "رغم أنني خسرت الرهان في عدد كبير من المباريات، ما زلت أتبع حظي إلى أن أجده أو يجدني". مفاجآت "نراهن لكي نخسر، لا لكي نربح؛ فأنت يمكنُ أن تراهن على فوز منتخب ويحصل العكس"، هكذا قال أشرف ل"هنا صوتك"، مشيرا إلى أن "المونديال خلّف عدة مفاجآت"، ويضيف: "راهنتُ على فرق، خصوصا المنتخبات الكبرى كإسبانيا، والكاميرون". الرابح الأول انطلقت المباراة. صمت عميق يعم أرجاء المقهى. الجميع يتابع الدقائق الأولى بتركيز. توقفت ماكينة اليانصيب. توقف الرهان. توقف التخمين.الكل يتابع باهتمام محاولات تسجيل الهدف الأول.السب والشتم يشتدان كلما ضاعت إحدى محاولات التسجيل. انتهى الشوط الأول، بدون أهداف. صمت يطبق على المكان مرة أخرى، يكسره تعليق عبد اللطيف (22 عاماً) الذي يقول ل"هنا صوتك": "الرابح الأول هو الشركات التي تشتري أوهامنا". نهاية المقامرين انطلق الشوط الثاني على إيقاع السب والشتم وراء كل محاولة يفوّت فيها المنتخب الإيطالي تسجيل هدف. عيون المقامرين تتطلع إلى الشاشات. "هيا هيا. سجل الهدف، سجل.. سجل"، هكذا يصي إسماعيل، وعلامات التأثر على ملامحه، ليخيم على المكان صمت طيلة الشوط الثاني، إلى أن تمكن فريق أوروجواي في الدقيقة 81 من تسجيل هدف عن طريق اللاعب دييغو جودين. هدف خيّب توقعات المتفرجي الذين راهن أغلبهم على فوز إيطاليا، وجعل إسماعيل يعلق بنبرة حزينة: "لا يعقل أن تفوز الأوروجواي!"، لتكون هذه آخر جملة نسمعها قبل أن يغادر الجميع المكان في غضون عشر دقائق، بدون تعليق.