يبدو أن الرسائل التي يبعثها الملك محمد السادس بشكل ضمني إلى مسؤولي طنجة، بضرورة التحلي بجدية أكبر في مواكبة المشاريع الكبرى التي يشرف عليها في مدينة البوغاز، عصية على فهم هؤلاء الذي يصرون بشكل غريب على الدوران في نفس الحلقة المفرغة، التي لا تقدم للمدينة أكثر من استنزاف ميزانيات التجهيز بدعوى الاستعداد للزيارات الملكية. وكأن الأشغال التي تم القيام بها خلال الأيام القليلة الماضية، أثناء الزيارة الملكية الأخيرة، وأضفت على شوارع وأحياء طنجة، قد ذهبت أدراج سيول الأمطار التي تساقطت على المدينة، مما دفع المسؤولين إلى إعلان حالة استنفار قصوى، بعد تلقيهم إشعارا مفاجئا مفاده عودة الملك محمد السادس إلى طنجة للإشراف على مشاريع تنموية جديدة، حيث تمت مباشرة إصلاحات –ترقيعية طبعا-، من أجل أن تظهر شوارع المدينة في ابهى صورة أمام أعين عاهل البلاد. ومن المفارقات المثيرة، ان همة المسؤولين، تواصلت إلى ساعات متأخرة من ليلة الجمعة، وهو ما تبينه صور التقطتها "طنجة 24"، عند حوالي الساعة الثانية من صبيحة يوم السبت، وهي صور تظهر استعانة السلطات المحلية بحشد من عمال الإنعاش الوطني لتبليط وكنس أرصفة الشوارع في مختلف مناطق المدينة. كما تكشف بعض هذه الصور استعانة سلطات المدينة ومنتخبيها بمهاجرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية في أعمال صباغة الممرات والأرصفة. الزيارة الملكية الجديدةلطنجة، لم يتوقف وقعها على المسؤولين عند هذا الحد، وإنما امتد تأثيرها ليبعثر أوراق العديد منهم، أمثال عمدة المدينة فؤاد العماري، الذي أكدت مصادر عليمة، إلغاء مشاركته في ملتقى استثماري بمدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، المقرر خلال الفترة ما بين 8 و10 من أبريل الجاري. الأجهزة الأمنية بالمدينة هي الأخرى استنفرت مصالحها استعداد للزيارة الملكية، حيث قامت ولاية الأمن بإلغاء إجازات بعض رجالها الذين ظلوا في فترات دوام متواصلة على مدى أيام الزيارة الأخيرة التي انهت قبل نحو أسبوع. هذا ومن المرتقب، أن يتم خلال هذه الزيارة الملكية الجديدةن إعطاء الإنطلاقة لتنزيل عدة مشاريع في إطار برنامج الكبرى، كما يتوقع هذه المرة أن تهم الأنشطة الملكية مدينة تطوان هي الأخرى.