يبدو أن معركة "الأمعاء الخاوية" التي خاضها طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، كانت كفيلة بأن تؤتي نتيجتها الإيجابية في نظر الطلبة المضربين عن الطعام لمدة لم تتجاوز 48 ساعة، بعدما تمكنوا من إرغام إدارة المؤسسة على العودة للتفاوض والالتزام بتحقيق كافة مطالبهم التي رفعوها طوال خمسة أسابيع. فمساء يوم الثلاثاء 18 مارس 2014، عمت فرحة عارمة في صفوف الطلبة الذين كانوا إلى حدود تلك اللحظة مستمرين في إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي دخلوا فيه منذ صباح يوم الاثنين الماضي، والسبب حسب ما عبر عنه هؤلاء الطلبة هو خضوع إدارة المؤسسة إلى كافة النقاط العالقة في الملف المطلبي "الذي ظل مسؤولو المؤسسة يتعنتون في مجرد مناقشتها"، يقول أحد طلبة المدرسة. وتتلخص مطالب طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، التي نظموا لأجل تحقيقها أشكالا احتجاجية مختلفة منذ خمسة أسابيع، في إعادة تصحيح أوراق الامتحانات إلى جانب إعادة النظر في طريقة التدريس والامتحانات، فضلا عن التزام الإدارة بإنزال عقوبات تأديبية في حق الأساتذة الذين يتهمهم الطلبة بالتلاعب في النقاط، بشكل أثر سلبا على نسبة النجاح التي وصلت إلى ما دون 10 في المائة من مجموع الطلبة الناجحين خلال الأسدس الأول من العام الدراسي الحالي. وكانت معركة "الأمعاء الخاوية"، لم تنحصر أصداؤها داخل أسوار المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، وإنما لقيت تعاطفا وتضامنا واسعين من طرف فعاليات مختلفة بمدينة طنجة، من بينها إعلان ثلة من الصحافيين من ممثلي مختلف الوسائل الإعلامية المحلية والوطنية عن مؤازرتهم للطلبة المضربين واستعدادهم للقيام بزيارة إلى المؤسسة وإجراء مقابلات صحفية من أجل نقل معاناة الطلبة المضربين. كما عبر حزب الأصالة والمعاصرة، في بيان له عن التضامن الكبير مع طلبة ال "ENCG" في معركتهم من أجل تحقيق مطالبهم محملا مسؤولي المدرسية والجامعة وأيضا الحكومة، مسؤوزلية ما وصلت إليه الأوضاع في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير. لنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية محمد خيي، هو الآخر التفت إلى معاناة الطلبة المضربين عن الطعام، عندما عبر عن أسفه لوصول الأمور إلى هذا الحد، مذكرا أنه "سبق أن نبهنا الى خطورة التماطل في ايجاد حل جدي و مقبول للمشاكل العالقة والتي دفعت قبل شهر طلبة المؤسسة الى التوقف عن الدراسة ومقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية لشهر فبراير".