"لم يتواعدوا .. لكن كان اللقاء".. هكذا كان لقاء ثلة من نجوم الفن الغناء والكوميديا مع جمهور عريض حج إلى فضاء قاعة العروض بالمعهد الإسباني "سيفيرو أوتشوا"، خلال الأمسية الخيرية التي نظمها مركز "أجيال" مساء يوم السبت، في قالب جمع بين حسن التنظيم وروعة الإختيار. نجوم فنية مضية كانت حاضرة في حفل الذكرى الثانية لتأسيس مركز أجيال، كهيئة جمعوية رائدة في الحياة الجمعوية والثقافية بالمدينة، المنظم مغنية هذا الموعد بمزيج من الوصلات الغنائية الملتزمة والفقرات الكوميدية الهادفة إلى بث رسائل ذات دلالات عميقة، وهو الحفل المنظم تحت شعار " نطفئ شمعتنا الثانية ... لنحقق أهدافنا السامية". ولعل مشاركة عملاق الراب "مسلم" بآخر ما أنتجته قريحته الفنية، كان اقوى لحظات هذا الحفل الخيري الكبير، خاصة عندما غنى كلا من "الرسالة" التي توصف بانها أغنية الثورة الطنجاوية ضد الفقر والبطالة والسياسة الحكومية المعاكسة لطموحات الشباب، إلى جانب أغنية "المرحوم" التي هي أغنية ذات طابع رثائي. كما ألهب الرابور الطنجاوي خشبة الحفل بأغاني سابقة من روائع ألبوماته الغنائية التي طالما حركت وجدان محبيه. ولم يتوقف جو الغناء عند هذا الحد، فقد كان جمهور الحفل أيضا مع لحظات من التجاوب المباشر من استعراضات وحركات المجموعة الطنجاوية Breakordie Crew التي سبق لها أن رفعت إسم مدينة طنجة عاليا، من خلال تألقها في فعاليات مسابقة " Arab Got Talent " على قناة "إم بي سي" السعودية. فرقة براعم أجيال هي الأخرى أدلت بدلوها في هذا الحفل الخيري، من خلال لوحة مسرحية، هي محاولة لتسجيد تربص الشيطان بالإنسان وصده عن عبادة الله، وصلة لم يتمالك معها الجمهور الحاضر نفسه، ليطلق العنان لتصفيقاته الحارة وتشجيعاته لهذه الفرقة الفنية ذات المستقبل الواعد بأعضائها اليافعين. ومن مدينة تطوان، كان حضور الثنائي الكوميدي "حسن ومحسن"، الذين سبق للجمهور الطنجاوي أن تعرفا عليهما من خلال سكيتش "الحوات" و"عيد الأضحى"، قويا من خلال لقطات كوميدية تعكس تعكس غزارة الحس الإبداعي لدى هذين الفنانين الذين تمكنا من تحقيق شهرة واسعة في وقت قصير من مسيرتهما الفنية. وللتذكير فإن الجهة المنظمة لهذا الحفل، تعتزم استثمار مداخيله في دعم المشاريع والمبادرات الخيرية المدرجة ضمن الجدول السنوي لمركز "أجيال". ويعتبر مركز "أجيال"، احد أنشط الهيئات المدنية بمدينة طنجة، التي ساهمت في إغناء الحقل الثقافي بمدينة طنجة، من خلال تنظيم عدة تظاهرات قيمة، على قلة إمكانياتها المادية. وعلى امتداد فترة مشواره القصير، نجح مركز "أجيال" الذي يتخذ من لازمة "نلتقي لنرتقي" شعارا لأنشطته، في مراكمة إرث مهم في الحياة الجمعوية بالمدينة.