خلص فاعلون ثقافيون بطنجة، خلال أشغال مائدة مستديرة حول موضوع "الشأن الثقافي في مشروع طنجة الكبرى"، إلى الدعوة لصياغة سياسة ثقافية واضحة المعالم، كشرط لنجاح التنزيل السليم للجانب الثقافي لهذا المشروع الملكي الكبير. واتفق المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي نظمته الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة الخميس بطنجة، على تشكيل لجينة يعهد إليها بدراسة واقتراح المشاريع الثقافية ورفعها إلى المسؤولين بالمدينة، في خطوة تهدف إلى تفادي أخطاء الماضي وتكريس الثقافة التشاركية في هذا الخصوص وفي هذا السياق، إعتبر الإعلامي خالد مشبال، أن مدينة طنجة عرفت طفرة تنموية مهمة منذ تولي الملك محمد السادس عرش البلاد، إلا أن السياسات التنموية - يضيف مشبال - لم تمس الجانب الثقافي بالمدينة، مما كرس تراجعا كبيرا في ممارسة الفعل الثقافي بدأ مع نهاية العهد الدولي، إضافة إلى ما صاحبه من حالة متردية لعدد المرافق الثقافية واقترح الإذاعي السابق بمحطة طنجة الجهوية،تنظيم مهرجان متوسطي يشمل كافة الأجناس الثقافية،من مسرح وسينما وأدب وغيرها، في خطوة من شأنها أن تعطي إشعاعا ثقافيا لمدينة طنجة. الشاعرة شمس الضحى البراقي، دعت من جانبها إلى استثمار مؤهلات طنجة الثقافية، لتحقيق الإشعاع العالمي المنشود. معتبرة أن هناك إمكانية لتوظيف هذه المؤهلات في أوراش مشروع "طنجة الكبرى". من جهته اعتبر الكاتب بهاء الدين الطود، أن تحقيق الإقلاع الثقافي لمدينة طنجة، لن يتأتى إلا من خلال توفير بنية ثقافية، مشيرا إلى أن الواقع الحالي يظطر بسكان المدينة إلى اللجوء إلى فضاءات تابعة للبعثات الأجنبية، بسبب افتقار المدينة للبنية الثقافية المناسبة. فؤاد العماري، عمدة مدينة طنجة، ذهب في مدخلته إلى بث روح تطمينية بشأن المستقبل الثقافي لمدينة البوغاز، حيث جدد التأكيد على أن برنامج "طنجة الكبرى"، يحمل إجابات ثانية لمشكل المرافق الثقافية بالمدينة، مستعرضا جملة من المشاريع التي يقترحها البرنامج في هذا الخصوص . واغتنم العماري المناسبة للإفصاح عن مشروع جديد تعده الجماعة الحضرية لطنجة، و يتعلق الأمر ب"ميثاق المدينة"، الذي سيشكل استراتيجية واضحة في الميدان الثقافي بالمدينة .