في انقلاب مفاجئ على مواقفهم السابقة، تقمص منتخبو العدالة والتنمية دور المدافع الشرس عن فؤاد العماري، عمدة مدينة طنجة ومكتبه المسير، فأمام اندهاش كل من حضر يومه الأربعاء لأشغال الشوط الثاني من الدورة الاستثنائية تدخل محمد الصمدي لعرض موقف حزبه من قضية بيع بعض العقارات لتمويل حصة مجلس المدينة في مشروع طنجة ميطروبول، وكان لافتا في تدخل الصمدي دفاعه المستميت عن اختيارات مكتب مجلس المدينة، معتبرا أن بيع هاته الممتلكات هو قرار حكيم ويخدم مصلحة المدينة، ولأجل ذلك فإن منتخبي العدالة والتنمية قرروا التصويت بالإجماع على هاته النقطة. أما المستشارة عائشة مجاهد فكانت أكثر حماسا في تدخلها الذي تصدت من خلاله للرد على بيان صادر عن رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين الرافض لعملية بيع ممتلكات المدينة، حيث وجهت انتقادات لاذعة لهيئات المجتمع المدني، معتبرة ما صدر في البلاغ تطاول على كرامة المجلس، بل لم تتردد في الاعلان عن دعمها المطلق لجميع القرارات المتعلقة بنادي الفروسية وبيع العقارات. مواقف العدالة والتنمية الداعمة لفؤاد العماري ومكتبه المسير طرحت الكثير من التساؤلات حول السر الكامن وراء هذا الانقلاب المفاجئى، فبعدما كانوا في موقع المعارضة الشرسة لفؤاد العماري تحولوا اليوم الى أشد المدافعين عن أسلوب تدبيره لشؤون المدينة. ويأتي موقف فريق حزب العدالة والتنمية، في اطار سلسلة من المواقف التي اتسمت بالهدنة ازاء اغلبية التي يترأسها العمدة فؤاد العماري عن حزب الأصالة والمعاصرة، كان من بينها تفادي مستشاري المصباح لإبداء موقف رافض لمشروع ميزانية 2014، حيث اكتفوا بالامتناع عن التصويت.