أبرز المشاركون في ندوة نظمت مؤخرا بطنجة حول موضوع "التنمية المحلية "، أن تحقيق أهداف التنمية المحلية يتطلب مشاركة قوية وفاعلة للمجتمع المدني والجماعات المحلية في استراتيجيات التنمية المحلية . وأكد المشاركون في الندوة ،التي نظمتها مقاطعة السواني بطنجة بتنسيق مع تكتل جمعيات طنجة الكبرى وجامعة عبد الملك السعدي حول موضوع " الجماعات الترابية والمجتمع المدني رافعة أساسية للتنمية المحلية " ،على أهمية إتباع نهج تشاركي ، كما ينص على ذلك دستور 2011 ، لضمان نجاح المشاريع والاستراتيجيات في أرض الواقع والتي تهدف إلى التجاوب مع تطلعات المواطنين. واعتبر رئيس مقاطعة السواني محمد سمير بروحو ،في مداخلة له بالمناسبة ، أن المشاركة الفعالة للجماعات المحلية والمجتمع المدني في مسلسل التنمية يتطلب تمكين الطرفين من الآليات القانونية من أجل تعزيز دورها في هذا المجال. وأضاف أن ورش الجهوية المتقدمة يعطي الأمل في تحقيق التغيير في هذا الاتجاه ، من خلال المراجعة المتوقعة للميثاق الجماعي ، بهدف دعم مشاركة الجماعات المحلية والمجتمع المدني في وضع وتنفيذ و رصد مشاريع ذات البعد التنموي الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذا السياق ،دعا سمير بروحو إلى تقوية دور المقاطعات الترابية ، التي لا تعتبر لحد الآن جماعات محلية قائمة الذات وتقتصر المسؤولية الموكولة إليها في إنجاز مهام إدارية بسيطة في وقت تعد هذه المقاطعات الاطار الأقرب إلى الاحتياجات الحقيقية للساكنة و بإمكانها أن تساهم بشكل فعال في التنمية المجالية. من جانبه ،دعا النائب البرلماني والإطار المختص في مالية الجماعات المحلية عبد اللطيف بروحو ، إلى وضع إطار قانوني للجهوية المتقدمة وإعطاء الأولوية لآليات التنمية المحلية ،مضيفا أنه يجب فتح نقاش عمومي حول مستقبل التنظيم الترابي والمجالي بالمغرب وتدبير الشأن المحلي. وأبرز المتحدث أهمية دور المجتمع المدني باعتباره الإطار الممثل للمجتمع المحلي والجهة التي يمكنها التعبير عن مطالب و احتياجات المواطنين ، شريطة أن تظل بمنأى عن التأثيرات السياسات وأن تبقى وفية لهدفها الرئيسي المتمثل أساسا في حماية مصالح المواطنين. وقد أوصى المشاركون في الندوة بتعزيز الحكامة المحلية لا سيما من خلال المشاركة الفعالة للسكان ودعم وتقوية التعاون والشراكة بين مختلف المتدخلين في مسار التنمية.