عاد المطر في طنجة ليصنع الحدث مرة أخرى، ويؤثر على أنشطة المواطنين اليومية، فقد تسببت التساقطات المطرية التي شهدتها مدينة البوغاز، منذ ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء في إغراق العديد من المحاور الطرقية وعدد كبير من الأحياء، فضلا عما أحدثته من ارتباك في حركة السير والجولان. وبدا المشهد في العديد من أنحاء مدينة طنجة، طيلة ساعات الصباح، أشبه بالوضع أشبه بسيناريوهات سابقة، عاشتها المدينة خلال السنوات الماضية، بسبب الفيضانات التي عرت بشكل فاضح البنية التحتية لمدينة توصف بأنها قاطرة التنمية في المملكة، ومنطلق مشروع "طنجة الكبرى"، الذي يتضمن في أحد جوانبه حماية ووقاية المدينة من الفيضانات. وشهدت أحياء وشوارع مقاطعتي بني مكادة ومغوغة، على وجه الخصوص، أكبر نصيب من مخلفات هذه التساقطات المصحوبة برياح عاصفة، مما خلق حالة من الارتباك في حركة السير والجولان، بعدما تحولت معظم الأحياء والأزقة إلى أودية وبحيرات عملاقة، لا يجرؤ لا السائقون ولا الراجلون على اجتيازها. وعرفت حركة السير كذلك في مناطق وسط المدينة، لا سيما ساحة الجامعة العربية، شارع محمد السادس (الكورنيش)، وحي خوصافات وغيرها، -عرفت- شللا كبيرا بسبب الفيضانات الناتجة عن كميات الأمطار المتهاطلة والمياه التي لفظتها القنوات المائية التي ضاقت سعتها البسيطة، وفي نفس السياق، توقفت الدراسة بشكل غير رسمي في العديد من المؤسسات التعليمية بالمدينة، بعد اضطر غالبية التلاميذ والأطر التربوية إلى العودة أدراجهم، بسبب تعذر وصولهم إلى مؤسساتهم التعليمية، التي اضطر مسؤول عدد منها إلى تسريح التلاميذ، مثلما هو الأمر في كل من ثانوية عبد الكريم الخطابي وثانوية علال الفاسي، إضافة إلى العشرات من المؤسسات التعليمية الإبتدائية والإعدادية الموجودة في مناطق هامشية. وكانت هذه التساقطات المطرية الغزيرة التي انطلقت عند حوالي الساعة الثانية صباحا، قد سبقتها نشرة إنذارية خاصة لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، وهي النشرة التي همت بالإضافة إلى مدينة طنجة عدد من مدن الجهة الشمالية للمملكة. لكن يبدو أن هذه النشرة التحذيرية، لم تكن كافية بالنسبة لباقي أجهزة السلطات العمومية ومصالحها الخارجية، لمواكبة أي تأثيرات محتملة للتساقطات على الحياة العامة، حيث لم يتم ملاحظة أي إجراءات تقتضيها مثل هذه الظروف الطارئة.