انتهت فصول الانفلات الأمني الخطير الذي عاشته منطقة بوخالف ومسنانة، على إثر وفاة مهاجر كامروني أثناء حملة أمنية بالمجمع السكني "العرفان"، بعدما قبل المحتجون الأفارقة تسليم الجثة للمشرحة العمومية. وكانت المواجهات قد انطلقت بعد سقوط المهاجر الكامروني من الطابق الرابع لإحدى العمارات، حيث اتهم زملاؤه الأفارقة عناصر سلطة بدفعه، لتنطلق مسيرة حاشدة متجهة نحو وسط المدينة. وحاصرت جحافل الأمن والقوات المساعدة المحتجين الأفارقة في منطقة مسنانة، لتنطلق عمليات رشق الامنيين بالحجارة، ما أسفر عن إصابة مسؤول أمني وآخر من القوات المساعدة بجراح خطيرة، كما تم تهشيم زجاج عدة سيارات وتطورت الأمور يشكل خطير إثر قيام مواطنين مغاربة بمواجهة المحتجين الأفارقة، ومبادلتهم الرشق بالحجارة، ما أسفر عن إصابات في صفوف الطرفين. ورفض المحتجون تسليم جثة زميلهم الذي كانوا يحملونه فوق نعش أثناء احتجحاجهم، مرددين عبارات تتهم عناصر السلطات الأمنية ب"القتلة". وفتحت جمعية "الخيمة" التي تعنى بالمهاجرين، مفاوضات انخرطت فيها رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ونشطاء حقوقيون وقانونيون، إلى جانب مدير المشرحة العمومية، مع المحتجين الأفارقة، أسفرت عن موافقتهم على تسليم الجثة، على أن يرافقها صوب المشرحة 10 أفارقة، على أن يتم فتح تحقيق لمعرفة حيثيات الحادث. وفي الوقت الذي يتهم فيه الأفارقة عناصر من السلطة بقتل المهاجر الكامروني "عمدا" أثناء حملة أمنية، نفى مسؤولون أمنيون مسؤوليتهم عن الحادث، قائلين إن التحقيقات ستكشف حيثيات ما جرى بالضبط.