عائشة الصروخ رئيسة جمعية الصداقة للأطفال المعاقين ذهنيا بطنجة، سيدة إرادتها تفل الحديد نفسه، يملئها الإصرار والتحدي مذ رزقت بطفل معاق ذهنيا، وهي أما شابة في مقتبل العمر فحملت هم الأطفال المعاقين ذهنيا، وشاركته مع غيرها من الأمهات قبل أن تختمر فكرة الجمعية بذهنها سنة ،2006 وتحرق مراحل عدة في عزم وحماس، حتى وصلت بالجمعية إلى مستواها الحالي، ووصل عدد المستفيدين من أنشطتها أكثر من مئة طفل. تهدف الجمعية إلى إدماج الطفل المعاق ذهنيا في المجتمع، ومنحه الرعاية المناسبة التي تناسب احتياجاته الخاصة . ورغم شح الإمكانيات من توفير مقر لها بالإيجار، تستقبل فيه معظم الأطفال الذين ترعاهم. من هي عائشة الصروخ؟ فاعلة جمعوية و أم لثلاثة أبناء أحدهم معاق ذهنيا، من مواليد مدينة العرائش سنة 1961، حاصلة على الأجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي. رئيسة مؤسسة لجمعية الصداقة للأطفال المعاقين ذهنيا. كيف ترين المسار الذي قطعته جمعية الصداقة للأطفال المعاقين ذهنيا إلى يومنا هذا؟ وما هي الصعوبات التي واجهتها؟ الجمعية قطعت أشواط عدة منذ إنشاءها، ابتداء من المرحلة التي كنا نستقبل الأطفال بأقسام نيابة التعليم، التي لم تكن تليق بهم. إلى يومنا هذا مع استقرا الجمعية بالمقر الجديد. حيث نستقبل معظم الأطفال، والبقية من الذين لا يستطيعون صعود الدرج ، حولناهم إلى القسم الوحيد الذين مازال لنا بمدارس نيابة التعليم بمدرسة يوسف بن تاشفين. لكن رغم هذا ما تزال الجمعية تعاني من خصاص كبير على مستوى الأطر، لذا فأكبر الصعوبات التي واجهتها الجمعية كانت على الصعيد المالي، مع غياب مصادر للتمويل، لتجهيز الأقسام الجديدة ومرفقاتها. وكذلك على صعيد الأطر فالجمعية لا تستطيع تحمل كلفة كل الأطر التي تحتاجها، مما يضع الثقل كله على الأطر الشابة الحالية، والتي تتقاضى أجور رمزية لا تتناسب مع المجهودات الذي تقوم بها. كيف ترين العمل الجمعوي بمدينة طنجة؟ معظم الجمعيات بالمدينة تشتغل في أجواء غير مريحة، مع هزالة أو غياب الدعم الرسمي.و عدم استفادة أطرها من التكوين مما يعرقل سير عملها ، ويحد من النتائج التي تتحققها. هل لكم شراكات مع جمعيات أخرى؟ لا ليست لدينا أي شراكة مع أية جمعية، ولكن بالمقابل هناك تعاون مع عدة جمعيات ناشطة بالمدينة، التي تساعدنا بالحفلات المدرسية كما تنظم خرجات للأطفال و أنشطة أخرى ترفيهية في معظمها. وفعلا نطمح لإقامة شراكة مع مجموعة من الجمعيات، لحقن دماء جديدة بشرايين الجمعية وتحقيق رعاية أفضل لأطفالنا. هل تستفيد الجمعية من دعم رسمي للدولة؟ للأسف الشديد لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، ونتمنى أن نصل يوما لتحقيق هذا الهدف، خصوصا وأن الجمعية انتقلت إلى بعد آخر، لتلبية الطلبات الكثيرة التي أحلناها مؤقتا على لائحة الانتظار، ولتوفير مكان لاستعاب أكبر قدر من الأطفال. رغم أنه سبق للجمعية أن تلقت دعم من الجهة في السنوات الماضية لكنه كان محدودا، ولم يستمر. كيف كان تعامل الجهات المسئولة مع الجمعية منذ بدايتها إلى يومنا هذا؟ حسب كل جهة، وغالبا ما واجهنا العراقيل، التي في معظم الأحيان تتسبب بحرمان الجمعية من الدعم الرسمي والدائم، الذي هي بأشد الحاجة إليه. و لما اضطررنا لاكتراء المقر، ولوفرت لنا نيابة التعليم أقسام تأوي أطفالنا. ولم يطرد أطفال الجمعية من الأقسام التي كنا نستقبلهم بها بالسنوات الفارطة ،مما اضطرنا لاكتراء مبنى حولناه إلى مدرسة، وهذا أدى لتكليف الجمعية ما لا طاقة لها به، فالمبلغ الذي تؤديه الجمعية ثمنا لكراء المقر لا تستطيع توفير جله. الجمعية تفتقر إلى موارد بشرية تطوعية، وما هي الرسالة التي توجهينها للشباب الراغب بالتطوع معكم؟ صحيح في الوقت الحالي نعاني من نقص في المنخرطين الشباب، الذين يحملودما جديدا للجمعية، ومن هذا المنبر أقول أن أبوابنا مفتوحة لجميع الشباب الراغب بمساعدة أطفالنا، خصوصا من لهم دراية وتكوين حول الإعاقة الذهنية، فالجمعية بحاجة ماسة لمثل هؤلاء. ما هي المشاريع المستقبلية التي تطمح لها الجمعية؟ الجمعية تطمح إلى أن يكون لنا مركز خاص يستقبل الأطفال المعاقين ذهنيا، ويوفر لهم الرعاية و الإيواء. حتى تتحقق الاستمرارية بعملنا، ومن أجل تحقيق اندماج فعلي للأطفال داخل المجتمع عبر إقامة ورشات عمل تخصص عوائدها لتحسين ظروف استقبالهم . كلمة أخيرة لمن توجهينها؟ أود أن أقول أن أطفالنا هبة إلهية لما يحملون بقلوبهم من براءة، وعلى المجتمع والدولة توفير ظروف عيش كريمة لهم ومراعاة احتياجاتهم الخاصة، ومساعدة الآباء على حسن التعامل معهم عبر توفير أخصائيين نفسيين، ومساعدة اجتماعية ، يرشدونهم إلى طرق العناية بأطفالهم المعاقين ذهنيا، الذين غالبا ما يُواجهون بعدم تقبل أبائهم لهم بسهولة و برفض العائلة والمجتمع.