الصوة : من جنازة الامام الشيعي الدهدوه بطنجة خيمت أجواء الحرب الدائرة في سوريا على نقاش مستفيض بين أتباع التيار الشيعي بمدينة طنجة، حول إقامة حفل تأبيني لرجل دين شيعي قتل في حريق مفتعل استهدف مسجدا بالعاصمة البلجيكية، بروكسيل، قبل أزيد من عام. وتشير معطيات متوفرة في هذا الصدد أن خلافا حادا نشب بين فريقين من معتنقي الفكر الشيعي بمدينة طنجة، وهو الخلاف الذي انتهى بالحسم بإلغاء الحفل. حيث تمسك طرف بإقامة حفل الذكرى السنوية الأولى لمقتل إمام مسجد الرضا "عبد الله الدهدوه"، الراقد جثمانه في مقبرة طنجة البالية، الذي تم دفنه فيها بعد نقله من بروكسيل إلى مسقط رأسه بطنجة، إثر مقتله هناك. وبينما يتمسك أنصار هذا الطرف بتنظيم الحفل، فقد أبدا الطرف الآخر معارضة شديدة منطلقها أن الجو الإقليمي العام لا يشجع على تنظيم أي حفل من هذا النوع، في إشارة على ما يبدو إلى الحرب الدائرة في سوريا بين قوات الجيش الحر، أهم الفصائل المعارضة للنظام الحاكم، وبين قوات الرئيس بشار الأسد المدعوم من ميليشيات عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني ذو التوجه الشيعي الموالي لإيران. ويرى أصحاب الرأي المعارض، أن إقامة أي حفل من هذا النوع قد يجر توترا هم في غنى عنه، خاصة بعد تهديدات سابقة لعناصر تنتمي للتيار السلفي بالمدينة، بنبش قبر الدهدوه، الذي يوجد ضمن مقبرة مخصصة لمسلمي السنة في طنجة. إلا أن المتمسكين بتنظيم حفل التأبين يردون على هذه المخاوف بأن معظم شيعة طنجة، لا تربطهم أي علاقة لا بحزب الله اللبناني ولا بدولة إيران، وأنهم من أكبر المناهضين لتدخل حزب الله في سوريا، بالرغم من اقتناعهم بأن ما يحدث "هو مؤامرة صهيو-امريكية تحاك ضد البلد". وتجدر الإشارة إلى أن قيام شيعة طنجة، بدفن إمامهم "عبد الله الدهدوه" في مقبرة طنجة، قد أثار حفيظة جهات عديد بالمدينة، كما شكل حدث تشييع جنازة الإمام المذكور، مفاجأة من العيار الثقيل بالنسبة لأوساط واسعة في الرأي العام المحلي والوطني، بسبب الحضور الكثيف لمعتنقي الفكر الشيعي في مراسيم التشييع التي شارك فيها أيضا أعداد كبيرة من النساء، وهو ما لم تعهده ساكنة المدينة من قبل، بحكم أن اعتناقها للمذهب السني المالكي الذي يحرم على المرأة حضور الجنائز.