تحتفل شريحة كبيرة من "الطنجاويين" يومه الخميس، بعيد الحب أو ما يطلق عليه "ذكرى سان فالانتايان"، الذي يصادف اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من كل سنة. وتأخذ احتفالات "الفالانتاين" التي تشكل مناسبة لتبادل هدايا رمزية بين العشاق تعبيرا عن حبهم لبعضهم، بمدينة طنجة، أشكالا متعددة، من بينها اقتناء "العشيقين" هدايا رمزية لبعضهما تعبيرا منهما عن حب كل طرف للآخر، وهو ما يجعل مختلف المحلات التجارية ، تتهيأ قبل أيام للمناسبة، من خلال عرض بضائع تغري المحتفلين ب"عيد الحب". المقاهي والفنادق هي الأخرى تكون على موعد مع المناسبة قبل أيام من حلولها، حيث تتنافس على استقطاب أكبر عدد من الزبناء المحتفلين، من خلال اكتساء جنباتها اللون الأحمر، كما يحرص مسيروا هذه المقاهي والفنادق على الترويج لعروض خاصة بهذا الحدث. وينقسم الشارع إزاء احتفالات "الطنجاويين" وغيرهم من عموم المغاربة، بذكرى "الفالانتاين" بين مؤيد ومعارض. حيث تستهجن الفئة الاولى هذه الاحتفالات وترى فيه عملا تغريبيا يصطدم مع الهوية الإسلامية المحافظة لأهالي المدينة والمغاربة بشكل عام. أما الفئة الثانية، فلا ترى أي حرج في هذه الاحتفالات، التي تعتبر حسب منظورهم مناسبة للتعبير عن قيم الحب والمودة، وفرصة لتكريس التشبع بقيم الحداثة والانفتاح على العالم. "فالانتاين".. "شهيد الحب" لدى العشاق وتتناول المصادر التاريخية المؤرخة لذكرى "فالانتاين"، روايات متعددة حول أصل هذه الاحتفالات. حيث تقول بعض هذه المصادر، أنه في القرن الثالث الميلادي، أقدم الإمبراطور الروماني " سمّى كلوديوس" على سن قانون يمنع الزواج على افراد شعبه، بسبب عزوفهم عن الخدمة العسكرية. هذا القرار لقي معارضة شرشة من أحد القساوسة، ويتعلق الأمر بالقس "ان فالانتاين" الذي استمر في حث الناس على الحب والزواج، قبل أن ينتهي به المطاف في سجن روما، حيث تم إعدامه يوم 14 فبراير269م. فيما تتناول مصادر أخرى الحدث، انطلاقا من قصة نفس الشخصية، القس "سان فالانتاين"، الذي تم ضبطه في علاقة غرامية مع ابنة امبراطور روما، في الوقت الذي كان القساوسة ممنوعون من الزواج، فتم الزج به في غياهيب السجون إعدامه بعد ذلك. فاتخذ المتعاطفون مع "شهيد الحب"، هذا اليوم عيدا يؤرخ هذه "التضحية".