على الطنجويين أن يفرحوا ويرقصوا، نعم كلنا مدعوون للفرح، وأنا شخصيا كدت أطير من الفرح شاهدت بأمي عيني ممثلين وممثلات عظام وأكثر من ذلك طلبت مني الممثلة المشهورة جدا سهام أسيف أن اسمح لها بالمرور عندما كنت أجلس على مقعدي داخل قاعة روكسي لمشاهدة افتتاح المهرجان الوطني للفيلم، نعم سهام واسمحوا لي أن أدعوها باسمها الشخصي فلا داعي للألقاب مع أحبتنا، سهام طلبت مني أن أسمح لها بالمرور، شعرت بالدوخة ولم أستطع تحمل المشهد ابتسمت لي ابتسامة استثنائية ولمس طرف فستانها الأسود يدي وهي تمر نحو مقعد في نفس الصف الذي كنت أجلس به، اندهش الحضور ونظروا إلي بأعين كلها حقد وحسد كيف لا وسهام كلمتني، ولولا اعتلاء فاطمة النوالي المنصة لتنشيط الأمسية بصوتها المزعج وأخطائها الكارثية لكنت أمضيت الليلة هناك شاردا من الدهشة. قد يعتقد بعضكم أن الوصول إلى قاعة سينما روكسي سهل، لا ... لقد ناضلت من أجل الحصول على دعوة مثلي مثل كثير من الصحفيين البؤساء وتحملت التجرجير والتكرفيس، وهذا كله لأجل عيون سهام، ومن الآن فصاعدا لن أنتقد الحكومة، ولن أكتب حرفا واحدا يسيء إلى إنتاجاتنا السينمائية، وسأتحفظ جدا بخصوص ملايير الدعم التي يمنحها المركز السينمائي المغربي لكثير من المخرجين الفاشلين، لن أصفهم بعد اليوم بالفاشلين، نعم أنا غيرت موقفي من تناقضات وزير الاتصال الذي قاطع المهرجان احتجاجا على عرض فيلم "تينغير جيروزاليم" ودعا حزبه إلى الاحتجاج على المهرجان للسبب ذاته، قد يقول بعض الكائدين كيف يقاطع وزير الاتصال مهرجانا يتبع أصلا لوزارته بسبب فيلم سبق أن عرض على شاشة القناة الثانية؟ الأمر ليس واحدا من مفارقات حكومتنا الموقرة فالحكومة لا تريد أن تعطي الفرصة للحساد وتمارس المعارضة والحكم في نفس الوقت. لا لا الأمر غير صحيح، وزير الهضرة في حكومة بن كيران يعرف جيدا الوقت المناسب للاحتجاج على التطبيع، فعندما استقبل حزبه المنافح عن القضية الفلسطينية واحدا من الإسرائيليين المعروفين لم يكن سوى خطأ عابرا من المنظمين الذين اعتقدوا أنه إسرائيلي مدافع عن الفلسطينيين، وعندما سجلت المبادلات التجارية مع إسرائيل نموا لم تشهده في عهد الحكومات السابقة كان الأمر واحدا من ألاعيب التماسيح التي تريد تقويض مسلسل الإصلاح الذي دشنته حكومتنا التقية الورعة. وأنا شخصيا معجب جدا بطريقة الحكومة وحزب مصباح علاء الدين في مقاربة الأمور، لكني أتحفظ على نقطة واحدة لا غير هي محاولة البعض التشويش المهرجان الوطني الذي ينتظره الطنجويون بفارغ الصبر، لماذا يريدون حرمان الكثير من الشابات اللواتي يتأنقن خصيصا لهذه المناسبة ويتسابقن لأخذ صور مع ممثلين ينتظرون الابتسامات المتغنجة على مدى عام كامل، شاهدت بأم عيني "زوينة هاد بأم عيني"، الكثير من الشابات وهن يبذلن جهدا محمودا للفت أنظار ممثلين تحولوا إلى ممثلين في المهرجانات فقط. لذلك عليكم أن تفرحوا وترددوا معي كلمات الشكر لإدارة المهرجان التي تنفق الملايين من أموالنا من أجل إسعادنا، وحتى الإهانات التي يتعرض لها الصحفيون وكثير من الطنجويين الذين يأتون لمشاهدة "نجوم" المهرجان فهم وحدهم من يتحمل مسؤولية هذه الإهانات لأنهم فضوليون ويكثرون من الأسئلة، إذن غنوا معي على الأقل من أجل عيون سهام التي تعرف جيدا كيف تجعل جمهورها سعيدا وأنتم تعرفون قدراتها جيدا ولا داعي لذكرها. * صحفي بجريدة الأخبار