تحول باب قاعة سينما «روكسي» في طنجة، حيث تجري فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان السينما، إلى مكان لإهانة واحتقار جمهور السينما، بعدما عمد حراس الأمن الخاص إلى الاعتداء على عدد من المواطنين، بينهم نساء وذوو احتياجات خاصة، وتمت بعض حالات الاعتداء أمام أنظار مدير المركز السينمائي المغربي ووالي المدينة، محمد حصاد. وتحولت محاولات عدد كبير من الجمهور دخول قاعة «روكسي» معاناة حقيقية ومناسبة لتلقي كل أنواع الشتائم والإهانات، وهو ما يحكيه مواطنون ل«المساء»، وصفوا ما تعرضوا له في مهرجان السينما بأنه «حفلة لكل أصناف التنكيل والشتم والرفس». والمثير أن كل الذين تعرضوا للإهانة والتنكيل أمام باب القاعة يحملون دعوات حضور، وجاؤوا قبل وقت كاف من بداية الفيلم، ومع ذلك تعرضوا للمنع والدفع وسمعوا كلاما نابيا من طرف حراس الأمن الذين يتصرفون بطرق لا تختلف في شيء عن طريقة حراس الملاهي الليلية الرديئة. وقال شهود عيون إن شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة تعرض لإصابة في يده اليسرى، مساء أول أمس الثلاثاء، فيما تعرضت امرأة للإغماء، بعد أن قام الحراس بدفع الواقفين بطريقة عنيفة ومهينة. وأضاف هؤلاء أن والي طنجة، محمد حصاد، حضر إلى القاعة في نفس الوقت الذي كان فيه حراس الأمن الخاص يقومون بتصرفات رعناء تجاه الجمهور، من دون أن يتدخل الوالي. ووسط هتافات وغضب الجمهور، «تسلل» مدير المركز السينمائي المغربي، نور الدين الصايل، ووالي طنجة إلى قاعة العروض، وهو ما زاد من حدة الاحتقان التي شهدها مدخل سينما «روكسي». ولم يسلم من الإهانة والاحتقار صحافيون وسينمائيون محليون، بينهم صحافي تعرض للضرب في يده من طرف أحد حراس الأمن. وقال نزار المفرج، مدير نشر موقع «طنجة إكسبريس»، إنه تعرض للتنكيل أمام باب السينما وأمام أنظار الصايل، الذي كان يعطي الأوامر لحراس الأمن الخاص، وإن من بين الذين تعرضوا لمعاملة مهينة ضيفة أجنبية من جنسية أمريكية، والتي تم توثيق شهادتها في شريط فيديو، تتوفر «المساء» على نسخة منه. وأضاف المفرج أنه عندما دخل القاعة، فوجئ بضربة قوية على يده من طرف حارس أمن وجه له كلمات نابية أمام أنظار الحاضرين، وفي الوقت الذي كان الفيلم في طور البث. كما تعرض مدير موقع «طنجة نيوز» للتهديد من طرف أفراد الأمن الخاص، والذي وصف ما يجري في المهرجان بأنه نتيجة «لامتلاء قاعة «روكسي» بكل من هب ودب وبمن لا علاقة لهم إطلاقا بالسينما أو بالعمل الصحافي». وتعرضت نسوة، كن يردن دخول قاعة السينما، رفقة أطفالهن، لمعاملات غير لائقة من طرف حراس الأمن، الذين يوصفون بين السكان بأنهم لا يستحقون حتى شرف الوقوف عند باب السجن، فبالأحرى عند باب قاعة سينمائية تحتضن مهرجانا وطنيا للسينما. وقال أشخاص تعرضوا للتنكيل أمام قاعة «روكسي» إن هذه الممارسات المهينة لسكان طنجة من طرف مهرجان الصايل أصبحت لا تطاق وإنه يجدر بمن تعرضوا للإهانة أن يؤسسوا جمعية يسمونها «جمعية ضحايا مهرجان الصايل ومن معه». وكان العشرات من الحاضرين أمام باب قاعة سينما «روكسي» قد رددوا هتافات غاضبة أمام باب القاعة خلال حفل الافتتاح، تحت أسماع وزير الاتصال ووالي طنجة ومدير المركز السينمائي، حيث احتجوا على إقصاء جمهور طنجة من تتبع فعاليات المهرجان وعلى اقتصار توجيه الدعوات على حفنة من «المنتفعين» أو من أصحاب الممارسات المشبوهة. ويتعرض سينمائيون ومسرحيون وفنانون من مدينة طنجة للمنع من متابعة الأفلام، لأن حراس المهرجان لا يتعرفون عليهم، وبالمقابل يسمحون بالدخول لفنانين معروفين ب«ولائهم» للمهرجانات السينمائية التي ينظمها المركز السينمائي المغربي. ويقول عدد ممن يحضرون فعاليات المهرجان إن الفندق الذي ينزل فيه ممثلون ومخرجون وصحافيون، والموجود على بعد حوالي 200 متر من قاعة «روكسي»، يعرف ممارسات لا علاقة لها بالسينما، وهي ممارسات تقودها فتيات يستغللن فترة إقامة المهرجان للقيام بتصرفات غير أخلاقية، بتشجيع من مشاركين و«أشباه فنانين». وكان بيان صدر مؤخرا، عن منابر إعلامية محلية، قد طالب الفرع المحلي للنقابة المحلية للصحافة المغربية بتحمل مسؤوليته إزاء ما يجري في هذا المهرجان. ويرتقب أن يشهد حفل اختتام مهرجان الصايل للسينما في طنجة حمل شارات حمراء من طرف الجمهور والصحافيين، احتجاجا على التصرفات المهينة وغير اللائقة التي تَعرَّض لها الجمهور.