شنت الناشطة الجمعوية، وفاء بنعبد القادر، رئيسة جمعية كرامة لتنمية المرأة بطنجة، انتقادا لاذعا على دعوات إباحة الإجهاض بدعوى "حق المرأة في التصرف في جسدها كما تشاء"، معبرة في الوقت نفسه عن رفضها لمسألة تقنين الإجهاض نظرا للمضاعفات الممكن أن يترتب عنها هذا الإجراء، حسب رأيها. واعتبرت بنعبد القادر ، ضمن مداخلة لها خلال ندوة نظمتها جمعية كرامة لتنمية المرأة بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لطنجة، أن الإجهاض هو جريمة قتل تتساوى وباقي جرائم القتل الأخرى، مضيفة أن هناك من يدافع عن حق المرأة في التصرف في جسدها ولا يدافع عن حق الجنين في الحياة التي هي من الكليات الخمس التي حض الإسلام على الحفاظ عليها. " كيف يوجد هناك من يدعو لإلغاء الإعدام ويدعو لإعدام الجنين؟"، تتساءل ذات المحاضرة. وشددت الفاعلة الجمعوي خلال نفس الندوة المنظمة تحت شعار "الحق في الحياة"، على أن عمليات الإجهاض التي تجري في ظروف مختلفة، ليست هي الحل لمعالجة مجموعة الظواهر الاجتماعية الغير السليمية، حسب تعبيرها. وأبدت رفضها كذلك لتقنين العملية، نظرا لأنها ستضاعف عدد حالات الإجهاض الموجودة حاليا، كما أنه سيفتح بابا واسعا لاختلاق مبررات اللجوء إلى هذه العملية المحرمة بمقتضى الدين الاسلامي والتشريع الوطني. وختمت وفاء بنعبد القادر، مداخلتها بالدعوة إلى إجراءات جزرية صارمة في حق الجناة المتورطين في عمليات جرائم الاغتصاب، بدل تركهم في حال سبيلهم في الوقت الذي تظل فيه الضحية في حالة نفسية واجتماعية متردية. كما دعت المتحدثة إلى معالجة جذرية لأسباب الحمل الحاصل خارج إطار العلاقة الزوجية، تفاديا لما يمكن أن يترتب من تطبيع مع الفساد، وفق ما جاء على لسانها، مؤكدة على ضرورة من الأسباب المؤدية إلى الحمل الغير الشرعي، مبرزة أن حالات "الزنا" في تزايد خطير داخل المجتمع. وفي المقابل، حثت بنعبد القادر على تشجيع ثقافة الكفالة ، فضلا عن تأمين سلوكات جنسية سليمة في المجتمع، إلى جانب الاعتراف بحق الجنين في الحياة منذ حدوث عملية الإخصاب، وتوعية النساء بعواقب عمليات الإجهاض.