اعتبرت ثريا غربال، عن حزب العدالة والتنمية، ومسؤولة مكتب الدراسات بالوزارة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان، أن المواطنين في العالم القروي أصبحوا واعون بالمسؤولية ويعرفون ما يريدون، ولم يعودوا أولائك المواطنين الذين يبيعون ذممهم خلال الانتخابات. وقالت غربال في معرض الحوار الذي تنشره "طنجة 24"، أن حزب العدالة والتنمية التركي يعتبر مرجعا لنظيره المغربي فيما يتعلق ببعض الجوانب التي تتماشى مع الخصوصية المغربية، بالرغم من الاختلاف البين بين كل من المغرب وتركيا. وفي موضوع آخر، قالت نفس المتحدثة التي تتواجد بطنجة من أجل دعم حزبها في الانتخابات الجزئية المرتقبة، إن حزب المصباح واعي تماما بالأخطار المحيطة به، حيث تحدثت باختصار عن بعض الإجراءات التي يمكن الاطلاع عليها ضمن هذا الحوار.أصبلحو 1-أستاذة ثريا شعوركم وأنتم تلتقون بالشعب مرة أخرى في الانتخابات الجزئية الخاصة ؟ جئت من الرباط إلى طنجة للوقوف مع إخواني لخوض معركة تحت شعار̋ معا لمحاربة الفساد السياسي و التحكم فيه و بطبيعة الحال ليس لدينا شعور الضحية ولكن نعيش في المغرب ما بعد 9يوليوز وما بعد الدستور الذي قال فيه الشعب نعم للإصلاح لا للفساد في إطار المؤسسات جئنا لمؤازرة إخواننا خصوصا بالعالم القروي الذي يقال أن فيه تباع الذمم فوجدنا مواطنين واعيين بالمسؤولية و الظرفية ويعرفون ما يريدون. المهم الناس أصبحوا واعون بالمشهد السياسي خصوصا بالعالم القروي، فالسياسة بعد الحراك الشعبي لم تبق حكرا وأرضا محفظة للساسة بل أصبح الشعب من يتحكم فيها. ومما أثلج صدري هو أني وجدت المواطن متحمس ومستعد للحدث، فقط ينقصه التأطير والتحسيس بالمواعد والبرامج. 2-ما هو المطمح والصورة المثالية التي وضعها الحزب نصب عينيه وهو يخوض تجربة الحكم ويدبر الشأن العام، أليست تجربة العدالة والتنمية التركي ؟ نختلف عن حزب العدالة والتنمية في تركيا، فهذه الأخيرة دولة علمانية و الشعب المغربي ليس هو الشعب التركي. نعم نأخذ منه ما يتماشى مع خصوصيتنا، ويتماشى مع قدراتنا الذاتية، لأننا نعتبرها تجربة جد متقدمة؛ خصوصا وقد عاينا بعض صورها حينما زرنا تركيا واطلعنا على بعض جوانب التغلغل في أوساط الشعب وشرائحه والمعايشة الفعلية وأحيانا الشخصية لمشاكله. لاشك أن طموحنا كبير، لذا نقول أن ما ينقص حزبنا في هذه المرحلة هو حسن التسويق و التواصل مع الشعب علما أنه منبثق منه؛ لهذا الحزب يعي كل الوعي أنه حزب الشعب؛ و سيبقى دائما بجانبه ويخدم قضاياه.نأأ 3- من الملاحظ أن الأحزاب حينما تلج باب الحكومة وتدير الشأن العام فإن هذا الأمر يمتص جل طاقاتها وكفاءاتها ويلهي قياداتها عن العمل الحزبي الداخلي فتهن وتختل توازناتها التنظيمية بل قد تتصدع من داخلها، وما تجربة بعض الأحزاب المغربية عنا ببعيد، فهي تجارب بشرية لايمكن أن يكون حزب العدالة والتنمية في منأى عنها، إذن هي أخطار واردة، تجب الوقاية منها وتفاديها. فماهي التدابير المتخذة في هذا الشأن؟ الحزب وأمانته جد منتبهين لهذه الأخطار المحدقة بتنظيمهم وأطرهم؛ لهذا فكرت الأمانة العامة في خلق إدارة مركزية خاصة بالحزب وصوت الإخوة المندوبون في المؤتمر السابع لصالح إنشاء كتابة عامة تدير الشأن اليومي للحزب، ليتخفف الأخ الأمين العام ووزراء الحزب وأطره المنشغلة بالشأن العام من بعض المسؤوليات داخل الحزب، مع خلق بعض الوسائل الجديدة التي تضمن التواصل والتحاور المستمر بين القيادة والقاعدة. ولقد أكد الأخ الأمين العام ما من مرة أنه يتفهم كل النقد الذي تلوكه ألسنة وأقلام المعارضة والمفسدين، لكنه لن يقبل أن تفقد الثقة بسبب هذا بين أعضاء الحزب؛ فهذا هو مكمن هلاك الحزب. 4-كلمة أخيرة - على حزبنا أن يطور آليات التواصل وهو مكمن الخلل ومحكوم علينا بالانفتاح لإدماج الطاقات والكفاءات في مشروع الحزب؛ فهذا الذي يضمن الاستمرارية في المنهج والتقدم بالحزب نحو الأمام. المطلوب من الحزب كذلك تحسين وتطوير آليات التواصل لإحسان تدبير وتسويق المنتوج الحزبي وسياسته والارتقاء بمستوى الحزب ووعي أعضاءه لاستعاب ضرورات المرحلة ومتطلباتها والتحضير لاستقبال المراحل القادمة .