مثلما تأسس مسجد السوريين بمدينة طنجة قبل أزيد من 35 سنة، كاعتراف بجميل المشاركة المغربية في حرب الجولان ضد الكيان الإسرائيلي، ما يزال هذا المسجد رمزا للتضامن المغربي مع الشعب السوري "الشقيق" في انتفاضته ضد النظام "الديكتاتوري" الحاكم للبلاد. فما أن يتم تعميم دعوة لاحتجاج تضامني مع الثورة السورية، حتى يتحول مسجد السوريين قبلة لأعداد كبيرة من المواطنين من اجل المشاركة في هذا الموعد الاحتجاجي المقرر، لينضم إليهم آلاف المصلين الذين يغص بهم عادة هذا المسجد ، خصوصا في ليالي شهر رمضان المبارك الذي يعتبر مناسبة يكون فيها الإقبال على المساجد كبيرا. فمنذ ان تم بناء هذه المعلمة الدينية من طرف كل من عائلتي ططري الحلبي وترجمان الدمشقي سنة 1975، ظل مسجد السوريين الذي يقع وسط حي يحمل نفس الإسم، يجذب آلاف المصلين من كل حدب وصوب بمدينة طنجة، للاستمتاع والتبرك بأجواء روحية تطبعها تلاوة إمام المسجد الشاب يونس الوسيني، صاحب صوت شجي لعله من اكثر أسباب الإقبال الكبير على هذا المسجد. ما يجذب المصلين أيضا إلى مسجد السوريين أيضا، هو توفره على باحة واسعة، تمتلئ هي الأخرى عن آخرها، وتكون اللجنة المشرفة على شؤون المسجد مضطرة إلى افتراش أجزاء كبيرة من الحديقة المجاورة لاستيعاب الأعداد الهائلة من هؤلاء المصلين الذين يشكلون مشهدا إيمانيا يفيض روعة وروحانية. تمضي أيام وليالي شهر رمضان الأبرك، ومسجد السوريين كباقي مساجد المدينة، منارة تشع روحانية يسعى المؤمنون في أجوائها إلى التقرب إلى الله عز وجل بالطاعات طمعا في نيل الأجر ومغفرة الذنوب في شهر المغفرة والرحمة.