عندما سيسدل الستار على فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي، لن يجد إبن أصيلة "محمد الغول" كثيرا من الناس الذين سيطلبون منه إعداد كؤوس الشاي التي ظل منذ سنة 2000 يمتع بها رواد مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية وسط أصيلة، نظرا لما تحمله من نكهة خاصة يؤكد أنه ينفرد بها عن بقية نادلي المقاهي التقليديين وحتى العصريين. فعلى مدى أيام الموسم الثقافي لأصيلة، لا يتوقف "محمد الغول" طوال ساعات النهار في خدمة زوار مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، الذين يتوافدون عليه بكثرة لحضور فعاليات ندوات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، وأيضا أنشطة المعارض التي تنظم في إطار هذه التظاهرة الثقافية الدولية الذائعة الصيت. "كثير من زوار أصيلة لم يعودوا يأتون لهذا المكان من أجل حضور الندوات فقط، وإنما أيضا لارتشاف كؤوس الشاي التي أعدها بطريقتي الزيلاشية الخاصة"، بهذه العبارات يتحدث "محمد الغول" عن ولع زوار أصيلة بكؤوس الشاي التي يعدها، وهي كؤوس يؤكد محدثنا أنها ليست مثل باقي كؤوس الشاي التي يشربها بقية المغاربة، فهي في نظره ثمرة "صنعة" تعلمها منذ سن مبكرة على يد مغربي يدعى علال وكان يلقب ب"خوانيتو" خلال فترة عمله كنادل في دار إسبانيا بمدينة أصيلة. كؤوس الشاي التي يعدها "محمد الغول" شربها فيليبو غوانزاليس، وكوفي عنان، وميغيل أنخيل موراتينوس، وارتشفها أيضا كل من الطيب صالح، وبلند الحيدري، وغيرهم كثير من السياسيين والديبلوماسيين والفنانين والمفكرين الذين تذوقوا حلاوة الكرم الزيلاشي المتجسد في "أتاي ديال الغول" كما يسميه عموم الزيلاشيين، وهي طريقة مزاح لا تزعج "محمد" مطلقا، وإنما يبادل يحافظ على ابتسامته المعتادة ويرد عليهم بكل مرح " فعلا أنا هو الغول.. وإذا لم تروا من قبل غولا يعد الشاي فتعالوا إلى مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية". تتعاقب مواسم منتدى أصيلة الثقافي، وفي كل سنة يكون "محمد الغول" على موعد مع شخصيات عالمية جديدة يتعرف عليها عن قرب. لكن وبين موسم وموسم يظل الجو في غاية الملل، يقول "محمد الغول"، لان مركز الحسن الثاني يكاد يخلو من اي رواد يمكن أن يطلبوا كؤوس الشاي. وحتى بعض اللقاءات والانشطة التي يستضيفها المركز على فترات متقطعة ومتباعدة، لا يتغير معها أي شيء، لأن الناس حينها ياتون لمتابعة النشاط المنظم ثم ينصرفون تاركين "محمد الغول" وحيدا أمام كؤوس الشاي الفارغة وموقد النار الذي لا يشتغل إلا نادرا.