أقدمت مؤخرا الجماعة الحضرية بوضع ملصقات إشهارية على طول الطريق المؤدي إلى الجبل الكبيرتبشر ساكنة طنجة بمثواهم الأخير(مشروع بناء مقبرة نموذجية) ورغم أن المولود الجديد لم ير النور بعد .لا يسعنا إلا أن نبارك للجماعة الحضرية(الله يبارك)فقط عليهم أن يخبرونا بيوم الختان(الافتتاح) ما يجب أن تعلمه الساكنة ان المقبرة النموذجية إسم على مسمى و لامجال للمقارنة مع المقبرتين(مرشان و المجاهدين).ولو خير الموتى في قبورهم على إعادة دفنهم لختاروا المقبرة الجديدة على طول طريق(ملعب الكريكت) فلأول مرة مقهى بداخل مقبرة أي بإمكانك مع المقبرة النموذجية إذا كنت رقيق العواطف ملهف الاحساس كثير الدمع أن تأخذ كأسا من الشاي في انتظار تقبير(دفن) أبيك أو أمك أو أي أحد من عشيرتك الأقربين. إضافة للمقهى يوجد مستودع للسيارات وبهذا تكون الجماعة الحضرية كفت المشيعين شر القتال مع حراس السيارات أو بالأحرى-جناكة-هؤلاء بمجرد الانتهاء من عملية الدفن تجدهم قائمين على أبواب السيارات أعينهم- معكوسة-من أثر المخدرات والويل لمن لم يدفع درهم أو درهمين وكثيرا ما سجلت معارك دموية على ابواب المقابر خصوصا بمقبرة مرشان. في المقبرة المبشر بها ربما ستوفر لنا الجماعة الحضرية فقهاء يعرفون أحكام الجنائز عكس المقبرتين السالفتين. بدل أن نجد فقهاء يباشرون عملية الدفن نجد مرة أخرى-جناكة-يحشرون الموتى وكم من ميت حشروه عكس القبلة. في المقبرة النموذجية لن نجد السكارى يتناوبون على سقي بعضهم البعض على رؤوس الموتى كما هو مشاهد في مقبرة بوعراقية و مرشان و المجاهدين. بل حتى اغاني أم كلثوم تتعالى من داخل المقابر ويبدو أن الجماعة الحضرية انتهجت في مشروعها هذا سياسة القرب من الموتى بدل الأحياء. فلا يحتاج أهل الميت من الآن فصاعدا ان يتشاجروا على مسجد للصلاة على فقيدهم. فقد أعفتهم الجماعة من هذا الجدال. في المقبرة النموذجية ربما لن نجد أكباشا ترعى العشب فوق رؤوس الأموات. وسنفتقد لمسابقات التناطح فيما بينهم قبيل عيد الاضحى لن نجد في مقبرتنا الجديدة جمهرة من المدمنين على المخدرات يحقنون جرعات الهرويين في شرايانهم كما هو متعارف عليه في المقابر المذكورة. إذا كانت هذه المظاهر ستختفي مع المقبرة النموذجية فأيضا هناك مهن أخرى ستدخل المتاحف. فلن نجد من يقرأ على أمواتنا ولامن يسقيهم ويضع في قبورهم الرياحيين. ملحوظة˸ كل ما سطرته حق اليقين إلا حشر المقهى بالمقبرة فهو من باب كذبة أبريل