تقوم مجموعة من شركات الطيران من حين لآخر، بتقديم عروض يصفها البعض بالخيالية، الا أن لا أحد من سكان طنجة كان يتصور أن يأتي يوم يصبح فيه الذهاب إلى عاصمة الأندلس اشبيلية التي تبعد بمئات الكيلومترات أرخص من الذهاب للجارة أصيلة. فقد قامت شركة طيران إيرلندية، مؤخرا، بإطلاق مجموعة من الرحلات بين طنجة واشبيلية من مطار ابن بطوطة الدولي، ب 22 درهم فقط، وهو الأمر الذي رأى البعض أنه أرخص بكثير من الذهاب إلى مدينة أصيلة على متن سيارة الأجرة. وبهذا الخصوص أكد توفيق مزيد، شاب طنجاوي محب للسفر، أن الرحلات إلى أصيلة تكلف الفرد مبلغ 25 درهم، لمسافة لا تتجاوز 50 كيلومتر، بينما يستطيع الذهاب لإشبيلية مهد الحضارة الأندلسية بمبلغ 22 درهم فقط، وهو أمر يدعوا للسخرية نظرا لفارق المسافة الشاسع بين الوجهتين. وأضاف توفيق، في دردشة مع جريدة "طنجة 24" الإلكترونية، أن عشقه للسفر والترحال يدفعه للبحث باستمرار عن أفضل الفرص، الا أن العرض الذي قدمته هذه الشركة يعتبر فريدا من نوعه، حيث اعتاد المسافرون على مثل هذه المبالغ الرخيصة في الرحلات التي تنطلق من مطارات أوروبية، الا أنها ولأول مرة يتم تطبيقها في مطار مغربي. من جهته اعتبر سعيد المغاني، عامل بمدينة طنجة، أن جشع بعض سائقي سيارات الأجرة ورفعهم المستمر لثمن الرحلات بين طنجةوأصيلة والرحلات إلى كل من العرائش وتطوان، هو السبب في حدوث مثل هذه المفارقات الغريبة. وأوضح سعيد، أنه كمواطن بسيط غير معني بالرحلات الدولية بقدر ما يهمه أكثر الذهاب إلى المدن القريبة كأصيلة وتطوان والعرائش، للراحة تارة وزيارة الأقارب تارة أخرى، حيث أن الثمن هذه الرحلات، رغم صغر المسافة، يشهد ارتفاعا مستمرا يرجعه السائقون لإرتفاع أسعار المحروقات. وطالب سعيد، المسؤولين، بضرورة التدخل من أجل وضع ضوابط لمثل هذه التجاوزات، حيث لا يعقل في نظره أن تصبح الرحلة لإشبيلية أرخص من الذهاب لأصيلة.