تظاهر يوم الخميس 15 من مارس العشرات من القرويين في منطقة رقاّدة التابعة لإقليمالعرائش،كان من بينهم العديد من النساء والأطفال والشيوخ.وسبق أن عمّمت تنسيقية تطلق على نفسها إئتلاف شباب رقادة، نداء دعت فيه ساكنة المدشر إلى المشاركة في الوقفة التواصلية من أجل مناقشة الأشكال النضالية،التي ستخوضها ساكنة رقاّدة إحتجاجا على المشروع السياحي، والذي قضم عشرات الهكتارات من أراضيهم بطريقة مجحفة و دون رضاهم، وحتّى دون الحصول على تعويضات مالية معقولة. في حين أن أصحاب المشروع السياحي سيجنون الملايير على حساب أصحاب الأرض الأصليين، حسب أقوال بعض ملاك الأراضي لموقع طنجة 24. ورفع المحتجون شعارات من قبيل "ها الكولف،ها الكازو...ماخلاونا فين ندوزو" في إشارة إلى عزم أصحاب المشروع السياحي تطويق المنطقة بسور كبير سيمنع الساكنة من قضاء مصالحهم كما إعتادوا في السابق.ورفعوا أيضا شعار "النخلة والزيتونة... باغيين يهزّونا". و في تعليق له على الموضوع، إتهم محمد العربي حمدون منسق إئتلاف شباب رقادة ،ما أسماه بأخطبوط العقار بنهب أراضي "آبائنا وأجدادنا بطريقة بشعة فيها الكثير من المراوغة". وأضاف قائلا :" الساكنة كانت تملك أكثر من 500 هكتار، والآن أصبحنا لا نملك شيئا،كل شيئ أخذه أصحاب المشروع السياحي،دون تعويض ودون إيجاد حل، وهذا إجحاف كبير. وطالب حمدون بأن تستفيد رقادة من برنامج إقتصادي، يشمل الجانب الانمائي والتربوي والصحي.. وليس فقط المناطق التي سيزورها السياح الأجانب. واستغرب كيف أن السلطات المحلية تتهرب ولا تبدي أي إهتمام بمطالب الساكنة الملحة، كتجهيز المنطقة بالصرف الصحي وتجهيز ما تبقى من القرية ليصبح مسكنا لهم ولأبنائهم،رغم أنهم راسلوا العديد من الجهات الرسمية دون مجيب، حسب أقواله. وحول إعتزام الشركة بناء سور عالي يحيط منطقة رقّادة ويفصلها عن القرية السياحة أجاب قائلا " هذا عمل عنصري وغير عادل، ويذكرنا "بجدار الفصل العنصري الإسرائيلي"، وقال حمدون إن الجدار سيطوق قريتهم، وتسائل: "هل نحن حيوانات في نظر هؤلاء " وطالب حمدون المسؤولين بإنصاف الساكنة وتاريخ أجدادهم وآبائهم، وقال إنهم بصدد تنظيم مسيرات من بينها مقترح مسيرة من رقادة إلى عمالة إقليمالعرائش. وختم كلامه بعبارة :" لقد أعطينا الكثير وضحينا بالكثير ولن نرضى بالقليل ونستحق الكثير". من جهة أخرى قالت إحدى النسوة: "لقد أوهمونا أن المشروع يقف وراءه الملك، وأنه يريد أراضينا لكي يقوم بتنمية المنطقة.. لكننا انتظرنا لسنوات دون أن نرى أي تنمية تذكر، فقد أخذوا منا أراضي أجدادنا وآبائنا دون أن نرى أيا من التنمية الموعودة"، في حين صرح أحد الساكنة : " كيف يعقل أن يجبر القرويون على بيع أراضيهم بدرهم واحد للمتر.. في الحين الذي ستباع فيلاَّ واحدة من المشروع السياحي مقابل ما بين 800 مليون و مليار سنتيم." و كان البيان الذي عممه الإئتلاف على صفحات الفايسبوك ووزع في المقاهي وعلى المارة برقّادة،قد ندّد بالتواطؤ المفضوح للسلطات المحلية،والمحافظة العقارية،ولوبي الفساد،الذين إستغلوا أراضي الجموع من أجل تنفيذ مشاريع تذر عليهم الملايير في حين سيعيش سكان رقّادة الفقر،وضنك العيش. للإشارة فإن المحطة السياحية "ليكسوس" برقّادة التابعة لإقليمالعرائش، وهي واحدة من بين ست محطات في إطار"المخطط الأزرق" للنهوض بالسياحة المغربية، كان مبرمجا لها أن تضم وحدات فندقية من صنف 4 و 5 نجوم بطاقة استيعابية إجمالية مقدرة في 12000 سرير، بالإضافة إلى ميناء ترفيهي وملعبي غولف ب 18 حفرة، ومجمعا رياضيا ضخما.. حيث كان من المقرر أيضا أن يناهز حجم الاستثمار الإجمالي لتهيئة المحطة، الذي يمتد على مساحة على 4 ملايين و620 ألف متر مربع، مبلغ 5.6 ملايير درهم، فيما سيضخ المنعشون السياحيين حوالي 3.3 ملايير درهم أخرى.