بقايا عوازل طبية وقوارير فارغة متناثرة فوق مساحات متفرقة على أطراف الطريق الساحلية المؤدية إلى منطقة "أشقار" في مدينة طنجة. مشهد يثر انتباه الكثير من رواد النقاط المطلة على البحر في هذه المنطقة. "ما يخفيه ظلام الليل من سلوكيات مخلة يكشفه النهار"، بحسب تعبير أحد سكان المنطقة الذي لا يخفي انزعاجه من تنامي ما يصفه ب"المنكرات" التي تشهده الطريق الساحلية لمنطقة "أشقار". وبحسب هذا المواطن، فإن هذه الطريق، تتحول مع كل فترة مساء، إلى محج مفضل لأعداد كبيرة من الأشخاص الذين يتسترون داخل سياراتهم لممارسة أفعال توصف بأنها "لا أخلاقية" وتصنف "خارج إطار القانون". رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة، وصفت في تقرير لها هذه الظاهرة بأنه "حالة مشينة"، منتقدة "بعض مستعملي السيارات الذين يركنون سيارتهم أمام الملأ ويمارسون الدعارة بشكل علني دون وجود أي رادع أخلاقي أو قانوني بالإضافة إلى تناول الشيشا والمخدرات.". وبحسب الرابطة، فإن هذه السلوكيات تستمر "طيلة الفترة الليلية أمام مرأى ومسمع من المسؤولين، مما يساهم في تلوت المحيط نتيجة ما يتم التخلص منه من نفايات يتم جمعها في الصباح الباكر.". منبهة إلى أن ذلك "يشكل إحراجا كبيرا للساكنة وللمواطنين المحترمين الذين يزورون المنطقة، حينما يفاجأون بهذه المناظر المقززة التي يندى لها الجبين". وتشير شهادات متطابقة لسكان المنطقة وزوارها، أن عددا كبيرا من "العشاق" يجدون في هذه الأماكن فضاءات آمنة، بالنظر إلى وجود العديد من الوحدات الأمنية والعسكرية. وبحسب مصدر أمني، طلب عدم ذكر صفته، أن المصالح الأمنية حريصة على فرض احترام القانون والأعراف ومحاربة السلوكيات غير الأخلاقية التي يمكن أن يتم ضبطها. وأكد نفس المصدر في هذا الصددّ، أن السجلات الأمنية، حافلة بالعديد من الحالات التي تمت معالجتها في إطار القانون. منبها إلى أنه لا يمكن تتبع خطوات كل شخص يركن سيارته على إطلالة من البحر للتأكد ما إذا كان يقوم بفعل منافي، لأن الأصل هو احترام الحرية الفردية التي لها أيضا حدود ينبغي مراعاتها.