في جو بهيج، التأمت فيه العائلة بالزملاء والأصدقاء والمعارف و المعجبين، كرمت طنجة ولأول مرة، بمشاركة ثلة من الكتاب والفنانين والإعلاميين المغاربة، بأحد أبناء منطقة الشمال، الذي لا ينحصر انتمائه لطنجة فقط، بل لكل مناطق اجبالة، التي غاص في باديتها و لا زال، على غرار غوصه في البحر الذي عشقه حتى الجنون. إنه عبد اللطيف بنيحيى، الإعلامي والشاعر والزجال، الذي خبرته آدان مستمعي الإذاعة الوطنية من خلال صوته المتميز، و برامجه الاجتماعية والثقافية والفنية الفريدة، في مسيرة إذاعية طويلة، امتدت عبر ثلاثة عقود من العطاء، أثث بها أثير إذاعة طنجة في برامح الليل والصباح والزوال. تكريم ربط الحاضر بالماضي، من خلال شهادات رفاق الدرب، والأصدقاء، والزملاء، يتصدرهم الشاعر الكبير أدونيس، والذين امتلأت بهم قاعة الندوات التابعة لأحد الفنادق المصنفة بطنجة عن آخرها، والذين نبشوا في ذاكرة مسار رجل تعليم وإعلام، وشعر وزجل، إختار أن يكون لسان المواطن البسيط، لما يملكه من أسلوب تواصلي على أعلى مستوى. هو شحنة من الإبداع والعطاء، إعلامي وشاعر متعدد المواهب، مواصفات قلما اجتمعت في شخص واحد هكذا وصفه أصدقاؤه ومعاوفة ومتتبعوه. سيل من الشهادات قدمها في حقه ثلة من المثقفين والفنانين والأصدقاء، والذين اعتبروه بمثابة الأب الروحي لركاب البحر، الذين دعمهم بمجهوداته الإعلامية، حيث ظل دائما يدافع عنهم عبر أثير إذاعة طنجة، التي كان فيها صوتا للصيادين التقليديين، مسطرا مسيرة مؤيدة ومطالبة بتوفير العيش الرغيد لهذه الشريحة العريضة من البسطاء، قصد النهوض بهذا القطاع، قبل أن يخفت صوت مكرفون صباح الخير يا بحر، بعدما حقق الكثير في هذا الجانب، بشهادة المهنيين أنفسهم. حفل كبير يليق بمقام عبد اللطيف بنيحيى، نظم كلحظة وفاء واعتراف بالجميل ضمن خيمة الكاتب العالمي محمد شكري، أقوى فقرات مهرجات ثويزا، تخلله تقديم هدايا وباقات ورود، عرفانا بهذه القامة الفكرية والإبداعية الفذة. عبد اللطيف بن يحيى من مواليد سنة 1953 بطنجة، عين مدرسا للغة العربية كما مارس الإنتاج الإذاعي بإذاعة طنجة. مازج بين الإعلام و الشعر، فقدم صباح الخير يا بحر، و دائرة ضوء، فأنيس البحارة، و صور من البادية. و أنتج - أعاصير الحزن والفرح ( ديوان شعري ) - الأسوار ( ديوان شعري ) مسجل بالكاسيط هذا الاسم الذي ارتبط بالمكروفون لعقود من الزمن، شاعرا، إذاعيا، عاشقا للبحار، مهووسا بالبادية، يعتبر ذاكرة تختزن كل لحظة من لحظات إذاعة طنجة منذ ثمانينات القرن الماضي، بتفاصيلها الدقيقة، ولحظاتها المفرحة والمحزنة، وأجوائها المتوترة والهادئة، قبل أن يحل ضيفا كريما على إذاعة طنجة المتوسط، حاملا معه تاريخا زاهرا مليئا بالعطاءات والتميز، ليلتقي مجددا مع جمهوره الواسع، مجددا عهده على المضي قدما بالأثير نحو الرقي. منحاز إلى طنجويته المعهودة، ومرتجل عما عهده ميكروفون الإذاعة، فتح عبد اللطيف بنيحيى أوراق ذاكرة من زمن مضى، ذاكرة مليئة تحكي تاريخ رجل ومدينة، وليس الرجل كغيره، وليست المدينة ككل المدن، أبى أنيس البحار إلا أن يطل بين الفينة والأخرى من خلال لقاءات وتكريمات، انتقلت به من طنجة نحو أكادير فقلعة السراغنة وخنيفرة وآزمور والعيون وفاس وغيرها من مدن كرمته واحتفت به، قبل أن يحرز على الجائزة الكبرى للصحافة لهذه السنة. جائلا بين المنصات يحكي مسيرة مليئة بالمواقف والطرائف والأحداث، ويوثق لحقبة إعلامية أبطالها سياسيون وإعلاميون وفنانون وأدباء...مابين فرح اللقاء، وألم الفراق، وصدمة الدسائس والمكائد. فألف مبروك عبد اللطيف، وشكرا لطنجة هذا هذا التكريم الذي طال انتظاره