أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي حول دور الأنظمة الذكية المتقدمة في دعم التنمية المستدامة وتطبيقاتها في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والبيئة (إي آي 2 إس دي 2018) بوضع استراتيجية شاملة لتوطين بنية تحتية تكنولوجية تتماشى مع مستجدات التكنولوجيا الحديثة لتأهيل المجتمع وتحقيق رؤية المدن الذكية. ودعا المشاركون في المؤتمر، الذي نظمته كلية العلوم والتقنيات بطنجة، إلى التركيز على الأبعاد المنتجة لتقنية المعلومات والاتصال وليس فقط الأبعاد الاستهلاكية، وتسهيل ولوج التكنولوجيا الحديثة للمناطق السكنية، والاستثمار في المشاريع والحلول التكنولوجية التي تعتمد على الطاقات المتجددة داخل المدن الذكية للمحافظة على النظام البيئي. كما توقف المؤتمرون عند أهمية تعزيز دور القطاع الخاص في تطوير وريادة المسيرة التكنولوجية التنموية للاستفادة من تكنولوجيا المدن الذكية، وإنشاء قاعدة بيانات مركزية قادرة على توحيد واستثمار المعطيات الواردة من القاطعين العام والخاص لوضع خطط تنموية مستقبلية، إلى جانب تشجيع التعاون بين القطاعين وتبادل الخبرات واستثمار الموارد. على صعيد آخر، طالب المشاركون بتفعيل دور المؤسسات الأكاديمية والتعليمية وتمكينها لتكوين الأطر وفق حاجات السوق، وتطعيم المناهج الدراسية بوحدات تحث على الابتكار والاختراع، واستحداث تخصصات دقيقة تطبيقية وصناعية لمواكبة تطور متطلبات مجتمعات المعرفة، ودعم إنشاء مراكز بحثية تطبيقية بالمؤسسات التعليمية، بمختلف المستويات الدراسية، تشجع على الابتكار والاختراع. وأكد رئيس المؤتمر الدكتور مصطفى الزياني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التنمية المستدامة باتت العنوان الأكثر أهمية في العقود الأخيرة لما له صلة بتحديات البشرية جمعاء، منوها بأن تغير المناخ والنمو السكاني الكبير والتمدن والتدهور البيئي والتلوث والفقر ونقص المياه باتت تشكل تحديات تحتاج لمزيد من البحث العلمي والدراسات والرؤى والأفكار لمواجهتها. وأضاف أن التنمية المستدامة ليست تلك الحلول الاقتصادية والاجتماعية التي تعالج الحاضر وحسب، بل هي حلول تتطلع للمستقبل بجميع أبعاده، وتتمحور بالأساس على التعليم، وبشكل خاص على الأبحاث العلمية النافعة القابلة للتطبيق العملي. وتطرقت المداخلات خلال المؤتمر إلى التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع لتسخير الحلول الذكية التي توظف الرأسمال البشري والفكري والموارد الطبيعية وتدفع عجلة التنمية المستدامة الشاملة، من خلال تقسيم العروض على محاور خمس تتمثل في المدن الذكية، والبنية التكنولوجية الذكية، والطاقة الذكية، والبيئة الذكية، والصحة الذكية.q