قامت مجموعة من النساء باقتحام المباراة النهائية لكأس العالم بين المنتخب الفرنسي والكرواتي، اليوم الأحد 15 يوليو 2018، بطريقةٍ فجائية أدَّت إلى توقيف المباراة لدقائق، قبل تدخّل الأمن وإخراجهنّ من الملعب؛ وكان لافتاً أن المهاجم الفرنسي Mbappé (الذي حصل على جائزة أفضل لاعبٍ شاب في البطولة) سلَّم باليد على إحداهنّ. hg من هنَّ النساء؟ هنّ فرقة نسائية موسيقية، تُدعى Pussy Rıot، مناهضة لبوتين وسياسته؛ في رصيدها أغنيات كثيرة مثيرة للجدل، نظراً لأنها جميعها تحمل قضايا سياسية واجتماعية معيّنة. وعبر صفحتها الخاصة على فيسبوك، نشرت الفرقة النسوية بياناً قبل دقائق، تبنّت خلاله عملية اقتحام ملعب «لوجينيكي» في الدقيقة 52، من خلال 4 من أعضائها في الذكرى ال 11 على رحيل الشاعر السوفياتي الشهير ديميتري بريغوف. كما أشارت إلى قضية المعارض الروسي أوليغ سينتسوف، الرافض لضمّ روسيا إلى منطقة شبه جزيرة القرم في العام 2014، والذي حُكم عليه بالسجن 20 سنة بتهمة «التآمر لارتكاب أعمال إرهابية» في العام 2015. وكان سينتسوف نفى الاتهامات الموجهة إليه، ودخل في إضرابٍ عن الطعام منذ منتصف مايو/أيار الماضي. وفي مارس/آذار 2014، ضمَّت روسيا شبه جزيرة القرم، الواقعة على البحر الأسود، إلى أراضيها، عقب استفتاءٍ تمَّ في ظرفٍ غير مناسب واعتبره المعارضون «غير قانوني». لماذا ارتدين بدلات رجال الأمن قديمة الطراز؟ لأن الشاعر الروسي بريغوف صنع صورة رجل الأمن المثالي في الثقافة الروسية وسُجن بسببها، وارتداء النساء لبدلة رجل الأمن (الشرطي) ما هو إلا تسجيل اعتراضٍ على دور رجال الأمن الروسيين اليوم، ومقارنة بينهم وبين رجل الأمن المثالي. فالشرطي المثالي هو الذي نظّم احتفال كأس العالم الجميل، في حين يخاف الشرطي «الدنيوي» من الاحتفال. الشرطي المثالي يحرض على تنفيذ القوانين بعناية، في حين لا يهتمّ الشرطي «الدنيوي» لقلواعد أو القوانين. الشرطي «الدنيوي» يطارد السجناء السياسيين، ويسجن الناس بسبب إعادة نشر تغريداتٍ، أو بسبب تسجيل إعجابهم بمنشور. ومن خلال البيان الذي نشرته فرقة Pussy Riot، طالبت الحكومة الروسية بِ: 1- إطلاق سراح السجناء السياسيين. 2- عدم اعتقال الناس بسبب إعجابٍ على منشورٍ. 3- وقف الاعتقالات غير القانونية. 4- السماح بالمنافسة السياسية في البلاد. 5- عدم تلفيق التهم الجنائية وإبقاء الناس في السجون من دون سبب. 6- تحويل رجل الأمن الدنيوي إلى رجل أمنٍ مثالي. النساء الأربع، وباقتحامهنّ مباراةً يتابعها الملايين من حول العالم، هي خطوة شجاعة جداً، لا سيما وأن الرئيس الروسي فلاديمير بويتن كان حاضراً في منصّة الشرف الرئيسية؛ ودخولهنّ يُعتبر، بشكلٍ أو بآخر، تحدٍّ له مقابل الإعلان عن مطالبهنّ. وهذه ليست المرّة الأولى التي تقوم فيها الفرقة بعملٍ مماثل. فهي اشتهرت على مستوى العالم، من خلال جرأتها في انتقاد قرارات الرئيس الروسي في أكثر من مناسبة.