دعت "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" ساكنة مدينة طنجة ونواحيها إلى المشاركة في مسيرة شعبية، يوم عيد الفطر، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يواجه أوضاعاً إنسانية مأساوية بسبب العدوان المتواصل منذ أشهر. وحددت الجهة المنظمة موعد انطلاق المسيرة في الخامسة مساءً من ساحة إيبيريا، داعية إلى "مشاركة مكثفة للتنديد بالعدوان العسكري على المدنيين العزل في غزة"، وفق ما ورد في منشور رسمي على صفحتها. وتأتي هذه الدعوة في سياق تعبئة مدنية واسعة يشهدها الشارع المغربي، تعبيراً عن مواقف تاريخية ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، التي تحظى بمكانة مركزية لدى كافة مكونات الشعب المغربي، رسمياً وشعبياً. ويؤكد المغرب، من خلال مواقف الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وخصوصاً إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية. وتحمل المسيرة المرتقبة بطنجة، وهي إحدى أبرز الحواضر الوطنية، رمزية خاصة بالنظر إلى ما تمثله المدينة من موقع استراتيجي، وتاريخ نضالي طويل جعل منها حاضنة لصوت التضامن المغربي مع فلسطين. فقد شهدت المدينة في مناسبات عديدة تظاهرات كبرى مؤيدة للحقوق الفلسطينية، ما يكرس دورها كمنصة للتعبير السلمي والمسؤول عن مواقف الشعب المغربي في القضايا العادلة. ويؤكد مراقبون أن اختيار يوم عيد الفطر لتنظيم هذه المسيرة يندرج في إطار تحويل المناسبة الدينية إلى محطة للتعبير عن قيم التضامن الإنساني، والانتصار للمبادئ الأخلاقية المشتركة التي تجمع بين الشعوب. وكان المغرب قد عبّر في عدة مناسبات عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن، مع التأكيد على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل إحياء حل الدولتين وضمان الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة. وتندرج المسيرة ضمن موجة واسعة من التظاهرات والوقفات التي عمّت مختلف المدن المغربية خلال الأشهر الماضية، تأكيداً على وحدة الموقف الشعبي المغربي مع القيادة السياسية في دعم القضية الفلسطينية، والدعوة إلى سلام عادل وشامل يحفظ الحقوق ويُنهي دوامة العنف والمعاناة.