مسيرة شعبية كبيرة جابت شوارع الرباط تنديدا بالعدوان الصهيوني يوم أحد غير عادي عاشته مدينة الرباط، المعتادة أن تغط في نومها في آخر أيام نهاية الأسبوع، حيث استفاقت مبكرا لتفتح أبوابها للمشاركين في المسيرة التضامنية مع غزة، التي ترزح تحت عدوان همجي الاحتلال إسرائيلي للأسبوع الذي يدخل أسبوعه الثالث، والذي تجاوز عدد الشهداء جراءه 400 شهيد. المشاركون الذين تحملوا عناء التنقل ومشاق السفر، جاؤوا من كل المدن والقرى من مختلف الجهات تلبية لواجب التضامن. ورغم مشاق السفر في شهر رمضان الفضيل، ورغم حرارة الطقس المرتفعة إلا أن المغاربة، على المستويين الشعبي والرسمي، كانوا في الموعد للتعبير عن تضامنهم المطلق مع الشعب الفلسطيني في محنته، كما تعودوا دائما، وخرجت كل الأطياف السياسية والجمعوية والنقابية والشعبية إلى الشارع لإسماع صوتهم إلى أشقائهم في فلسطينالمحتلة بتقاسم هذه الأيام العصيبة التي تمارس فيها آلة التقتيل الإسرائيلية همجيتها وعدوانها على شعب أعزل. في الساعات الأولى لصباح أمس الأحد بدأت تدب الحياة في قلب العاصمة الرباط، على غير العادة في أيام الأحد، وكان جليا أن أمرا جللا ستحتضنه العاصمة، بدليل التواجد الأمني المكثف المرابض في مختلف الشوارع الرئيسية والمنافذ والأزقة المؤدية إليها تحسبا لأي انفلات أو وقوع أعمال شغب أثناء مرور المسيرة التضامنية. سيارات الشرطة وعناصر الأمن وسيارات إسعاف كانوا سباقين إلى أخذ مواقعهم قبل أن تبدأ وفود المشاركين بالتقاطر على ساحة باب الأحد، تلبية لنداء الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين لتنظيم المسيرة. دقائق معدودة قبل حلول موعد انطلاق المسيرة الذي حدده المنظمون في الساعة 11 من صباح الأحد، كان ساحة باب الأحد غاصة بالمشاركين، فيما ما يزال عشرات آخرون يتقاطرون من كل الجهات والمنافذ، وبدأت الساحة تضيق شيئا فشيئا بالوافدين إليها من كل حدب وصوب. وبدأت الأصوات تتعالي بترديد الشعارات المنددة بالعدوان الغاشم الذي يتعرض له الفلسطينيون العزل، والمستنكرة للصمت الدولي على الجرائم التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي. كل فئات الشعب المغربي، المعروف عنها الوقوف دائما إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين كانت حاضرة في مسيرة أمس الأحد، الأحزاب السياسية تركت خلافاتها جانبا ووحدها التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة وما يعانيه من تقتيل همجي على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية. كل الهيئات السياسية الوطنية لبت نداء الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ممثلة بقياداتها ومناضليها. وكان حزب التقدم والاشتراكية مشاركا بوفد رفيع المستوى برئاسة أمينه العام محمد نبيل بنعبد الله، الذي أكد أن مشاركة حزب التقدم والاشتراكية في هذه المسيرة تأتي في للتنديد بالأعمال الإجرامية والشنيعة التي تقوم بها إسرائيل في حق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل. وأضاف نبيل بنعبد الله في تصريح ل»بيان اليوم» بالقول «إنه لم يعد مسموحا لأي كان أن يظل صامتا أمام ما يجري من جرائم في حق أطفال ونساء وشيوخ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إسرائيل تتمادى في جبروتها، وفي سعيها إلى محو أي أثار للشعب الفلسطيني في أرضيه المحتلة، ولا تبالي بالشعور المعبر عنها عبر العالم، وهو شعور بالأسى والتنديد بهذه الجرائم البشعة، وهي جرائم القتل والإبادة في حق الشعب الفلسطيني». وخلص الأمين العام بالتأكيد على أن المشاركة الواسعة لحزب التقدم والاشتراكية في هذه المسيرة، تعبير منه عن رفضه وشجبه لكل هذه الأعمال التي تندرج ضمن الجرائم ضد الإنسانية، والتعبير عن وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه اللحظات المريرة التي يمر منها. شباب متشحون بالأعلام الفلسطينية، وآخرون يحملون لافتون تحمل عبارات التنديد بالآلة القمعية الإسرائيلية، شيوخ وكهول يصرخون ملء أفواههم بشعارات التضامن والدعوة إلى نصرة الأشقاء الفلسطينيين، فسيفساء من المجتمع المغربي، الرسمي والشعبي والسياسي، رسموا لوحة عنوانها «كلنا غزة وكلنا شعب فلسطين»، من المغرب إلى أرض الديانات السماوية ومهد الأنبياء. تمضي الدقائق على انطلاق المسيرة والمشاركون لا يزالون يتوافدون من كل حدب وصوب، ويرتفع عددهم إلى أن وصلت حسب التقديرات الأولية إلى زهاء 120 ألف مشارك، حسب المنظمين، يزيدون أو ينقصون قليلا، وهو ما آثار ارتياحا لدى المنظمين حيث أكد خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، الشعب المغربي بكافة مكوناته السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية، يؤكد مرة أخرى، على دعمه للشعب الفلسطيني في معركته من أجل التحرير ومناهضة الإرهاب الصهيوني الممارس في غزة وفي غير غزة. خالد السفياني ذهب أبعد من هذا الشكل التضامني الراقي منبها إلى ما أسماه «التخاذل الرسمي العربي»، داعيا الحكومة المغربية إلى «قطع كل علاقة مع الكيان الصهيوني وإيقاف كافة أشكال التطبيع، وإخراج قانون تجريم التطبيع في أقرب وقت ممكن». على طول مسار المسيرة الممتد من باب الأحد إلى باب الرواح، مرورا بشوارع الحسن الثاني ثم محمد الخامس، وساحة البريد، وساحة العلويين ثم شارع مولاي يوسف، بحت الحناجر بترديد الشعارات، وتصببت الأجساد عرقا في تحت شمس قائظة من أجل نصرة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم ويناضل من أجل الدفاع عن حقوقه المشروعة في العش بسلام فوق أرضه المغصوبة، يواجه كيانا حربيا لا يفرق بين الغث والسمين، شعاره التقتيل وغايته إسكات صوت المقاومة، ووسيلة آلة حربية همجية. واعتبر محمد بنجلون الأندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني أن المسيرة تعبير عن دعم معنوي من الشعب المغربي لأشقائه الفلسطينيين، وهي بمثابة إجماع الشعب المغربي حول القضية الفلسطينية. وأعلن بنجلون الأندلسي الجمعية المغربية من أجل مساندة الكفاح الفلسطيني ستقوم خلال الأسبوع المقبل بإرسال دفعة كبيرة من الأدوية والأجهزة الطبية إلى الفلسطينيين في غزة والخليل والقدس، تعبيرا عن الدعم المادي من طرف الشعب المغربي. ** قالوا.. عن المسيرة تأكيد على دعم فلسطين اليوم مرة أخرى، يؤكد الشعب المغربي بكافة مكوناته السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية على دعمه للشعب الفلسطيني في معركته من أجل التحرير ومناهضة الإرهاب الصهيوني الممارس في غزة وفي غير غزة. هي مناسبة ليقول الشعب المغربي كلمته ضد التخاذل الرسمي العربي وضد الشراكة الأوروبية الأمريكية في الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني. هي مناسبة لنقول لحكومتنا، أن الوقت قد حان لقطع كل علاقة مع الكيان الصهيوني وإيقاف كافة أشكال التطبيع، وإخراج قانون تجريم التطبيع في أقرب وقت ممكن، لأن اليوم يتأكد مرة أخرى أننا أمام نظام عنصري، نظام أبارتيد لم يسبق مثيلا له في التاريخ، وأن مقاطعته لا يمكن أن تكون إلا لفائدة الحق والعدل كما كانت مقاطعة نظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا. هذه بعض الرسائل وأهم هذه الرسائل، هو أن يعلم الشعب الفلسطيني، أن كل أبناء المغرب هم معه. خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين *** تعبير عن رفض العدوان مشاركة حزب التقدم والاشتراكية في هذه المسيرة تأتي في سياق الأعمال الإجرامية والشنيعة التي تقوم بها إسرائيل في حق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل. أعتقد أنه لم يعد مسموحا لأي كان أن يظل صامتا أمام ما يجري من جرائم في حق أطفال ونساء وشيوخ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إسرائيل تتمادى في جبروتها، وفي سعيها إلى محو أي أثار الشعب الفلسطيني في أرضيه المحتلة، ولا تبالي بالشعور المعبر عنها عبر العالم، وهو شعور بالآسى والتنديد بهذه الجرائم البشعة جرائم القتل والإبادة ضد الشعب الفلسطيني. نحن في حزب التقدم والاشتراكية من خلال مشاركتنا الواسعة في هذه المسيرة، نريد أن نعرب عن رفضنا وشجبنا لكل هذه الأعمال التي تندرج ضمن الجرائم ضد الإنسانية، ونعبر عن وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه اللحظات المريرة التي يمر منها. محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية **** رسالة واضحة للمنتظم الدولي هذه المسيرة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هي تعبير عن الشعب المغربي بكل فئاته، وهي مسرة دعت لها بشكل مشترك، الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وكالعادة الشعب المغربي لبى النداء للتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته. الآن هناك محنة في غزة، حيث يقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهناك تدمير كل المؤسسات الفلسطينية، هناك تدمير لأحياء بكاملها، الشعب المغربي، دائما، يجدد موقفه المبدئي بجانب الشعب الفلسطيني إلى أن تتحرر كل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. هذه المسيرة هي رسالة إلى المنتظم الدولي إلى هيئة الأممالمتحدة إلى مجلس الأمن إلى كل المنظمات الحقوقية التي تنادي باحترام حقوق الإنسان التي تنتهك بشكل منهجي وعلني أمام مرأى ومسمع الجميع في غزة، وأمام صمت رهيب لدعاة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية التي تقول إنها تدافع عن حقوق الإنسان وأمام القوة الدولية وفي مقدمتها أميركا ومختلف الدولية، أمام الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. الشعب الفلسطيني ليس معزولا، بهذه المناسبة نجدد تضامننا مع كل القوى الفلسطينية بدون استثناء، الوقت هو وقت وحدة كل الفصائل الفلسطينية، وما اجتياح غزة إلا دليل على رغبة الكيان الصهيوني في تكسير المصالحة الوطنية الفلسطينية وتكسير الوحدة الفلسطينية، نحن تضامن مع كل فلسطين حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. عبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني *** إجماع للمغاربة ضد العدوان الرسالة الأساسية لهذه المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، هي انخراط كل القوى وكل الفعاليات الوطنية المغربية، بدون استثناء، سواء كانت سياسية أو نقابية أو جمعوية كلها انخرطت في هذه المسيرة التي تمثل إجماع الشعب المغربي حول القضية الفلسطينية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، هي أن كل المؤثرات التي صنعتها هذه المواجهة مع العدو الصهيوني، جعلت الكل يستشعر مسؤوليته في إطار دعم الشعب الفلسطيني في هذه المحنة الجديدة التي تنتابه، ومن دون شك أننا باستمرار سنبقى حاضرين في الساحة وبكل الوسائل من أجل نصرة الشعب الفلسطيني، ومن أجل استعادة حقوقه بكامل السيادة على أرضه، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. الآن الجمعية لمغربية من أجل مساندة الكفاح الفلسطيني تستعد خلال هذا الأسبوع من أجل إرسال دفعة كبيرة من الأدوية والأجهزة الطبية إلى غزة والخليل والقدس، حتى تكزن هناك أيضا إلى جانب الدعم المعنوي عبر هذه المسيرة، أن يكون هناك دعم مادي من طرف الشعب المغربي للشعب الفلسطيني. محمد بنجلون الأندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني