أكد رئيس شركة تهيئة مدينة محمد السادس "طنجة- تيك" السيد عثمان بنجلون، أمس الثلاثاء، أنه بعد خمسة عشر شهرا من إطلاقه رسميا، سجل مشروع مدينة محمد السادس "طنجة- تيك" حصيلة مقنعة من الإنجازات، مبرزا أن تعبئة مجموع الأطراف المتدخلة في هذا المشروع السيادي كانت شاملة وثابتة. وأوضح السيد بنجلون في تصريح حول تقدم أشغال هذا المشروع، أنه تم تسجيل هذه الحصيلة بفضل اللجنة المركزية المشرفة على المشروع، وهي هيئة يتمثل دورها في ضمان المواكبة المنتظمة لتنفيذ الأوراش، وتقع على عاتقها مسؤولية التحكيم واتخاذ القرار الاستراتيجي في مجال توجيه الاستثمارات؛ مشيرا إلى أن اللجنة تضم وزراء الداخلية، والاقتصاد والمالية، والصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ووالي جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، ورئيس مجلس الجهة ورئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية- بنك إفريقيا. وفي هذا الصدد، أشاد بالتقدم الذي حققته هذه اللجنة، وخاصة تعبئة السلطات المختصة لما مجموعه 2.150 هكتار في منطقة عين دالية، والانتهاء الفعلي من إجراءات نزع الملكية ذات الصلة بأراضي الشطر الأول من المشروع، والذي تلاه إنجاز أشغال البنيات التحتية "خارج الموقع" الخاصة بالشطر الأول، بما في ذلك شبكات الطرق ومياه الشرب والتطهير والكهرباء. وقال السيد بنجلون إنه تم حاليا الانتهاء تقريبا من هذا الورش، مما يتيح قرب استقرار المستثمرين الذين تم التوقيع معهم على عدة اتفاقيات مثل، شركة (ليار) و(يازاكي) و(ديكاسطال) و(بي واي دي أوطو اندستري)، موضحا أن هذا الأخير، على سبيل المثال، هو مجموعة صينية رائدة في مجال صناعة العربات الكهربائية تتوقع استثمار حوالي 360 مليون دولار في المغرب، مع تحديد بدء عملية الإنتاج خلال عامين، وذلك على مساحة لا تقل عن 50 هكتار. وبالموازاة مع كل هذه الإنجازات، تم بنجاح إطلاق أوراش ذات أهمية كبرى بشراكة مع رواد عالميين. ويتلعق الأمر بشراكات مع مكتب "بي سي جي" الذي كلفته وزارة الصناعة والتجارة في عام 2017 بإنجاز دراسات للسوق من جهة، والبحث عن شركاء محتملين ذوي صيت عالمي من جهة أخرى، إضافة إلى مكتب الدراسات "سي إي دي" الذي عهدت إليه الدراسات التقنية، وكذا شركة التصميم الأمريكية "إيكوم" المكلفة بإنجاز المخطط الرئيسي للمدينة الجديدة. وقال السيد بنجلون، في هذا الإطار، إنه "من المؤكد أن وضع اللمسات الأخيرة على المخطط الرئيسي سيساهم في تسريع، وبشكل قوي، دينامية تفعيل المشروع، وذلك عبر فسح المجال أمام شراكات جد محددة، تتماشى مع الطموحات التي سطرها المغرب لهذا المشروع، وتحترم الخصوصيات الوطنية وتعود بالنفع على جميع الأطراف"؛ مشيرا إلى أن "عدة عروض لإبداء الاهتمام تم التعبير عنها من طرف شركاء محتملين ذوي صيت عالمي، آخرها كانت الشركة الصينية الحكومية لهندسة البناء". وقال "لقد استلهمنا عند إطلاق مشروع مدينة محمد السادس طنجة- تيك من الخبرة الصينية في مجال المجمعات الصناعية"، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتضمن إحداث مدينة صناعية مستقبلية "مندمجة ومستدامة وذكية". وأضاف "اليوم ، وبفضل نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الوطني والدولي، الذي ندعو إليه، نتجه نحو تصور فريد للمدينة الصناعية التي ستعزز مكانة المغرب وستصبح نموذجا بالنسبة لمجموع القارة الإفريقية". وأبرز السيد بنجلون أن هذه الرؤية الإفريقية، التي تتماشى تماما مع التوجيهات الملكية، تتجسد على مستوى كل مكونات المشروع، ولا سيما فيما يتعلق بالتنمية الصناعية وأسواق التصدير والشغل والتكوين، عبر بناء جامعة "بنافريكا"، التي ستستقبل الطلبة الأكثر استحقاقا من جميع أنحاء إفريقيا، والتي ستمكن، انطلاقا من المغرب، من إرساء جسور المعرفة مع أعرق الجامعات الأمريكية والأوروبية والآسيوية. وأوضح أنه بإطلاق هذا المشروع، مدعوما بزخم الدينامية التي أطلقتها زيارة الدولة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية في ماي 2016 ، سخر المغرب قواه الحية، سواء في القطاع العام أو في القطاع العام، في برنامج غير مسبوق للتحفيز الاقتصادي، ذي أبعاد متعددة وآفاق استثنائية على مدى السنوات العشر إلى الخمسة عشر القادمة. وتم إطلاق مشروع مدينة محمد السادس "طنجة- تيك" في 20 مارس 2017 في طنجة تحت رئاسة جلالة الملك أمام مجموعة من الوزراء ومستشاري جلالته وسفير الصين بالمغرب وممثلين عن السلطات بالقطاعين العام والخاص.