الصور من الأرشيف على مدى أسابيع، تعيش زاوية سيدي بوعراقية ومجموعة من الفضاءات بطنجة على إيقاع الاحتفالات بمناسبة موسم سيدي بوعراقية، وهو تقليد تؤكد الوثائق التاريخية على أنه ضارب في التاريخ بالرغم من توقفه لفترة ليست بالقصيرة، قبل ان يتم إحياءه مجدا قبل خمس سنوات. ويشكل موكب الهدايا الذي جرت العادة على إحيائه في اليوم السابع بعد ذكرى المولد النبوي الشريف، أقوى المواعد المسطرة ضمن فعاليات هذا الموسم الروحاني، بالرغم من أن ظروفا أمنية قد حالت دون تنظيمه السنة الماضية بسبب أحداث الشغب التي عاشتها مدينة طنجة يوم 20 فبراير 2011. وهو نفس الموعد الذي كان قد تم توقيفه منذ أربعينيات القرن الماضي بسبب ظروف سياسية ذات علاقة بالإدارة الدولية بطنجة، قبل أن يتم إحياءه سنة 2007. وجرت العادة على أن موكب الهدايا ، ينطلق من ساحة الأمم بعد صلاة العصر، تحت أنظار آلاف الأشخاص الذين يتجمعون على الأرصفة وفوق أسطح المنازل، قبل أن يتوجه إلى ضريح سيدي بوعراقية لتسليم الهدايا إلى مقدمي وشرفاء الزواية. وكانت الإدارة الدولية بطنجة في أربعينيات القرن الماضي، قد منعت الاحتفال بهذا الموسم، حينما أصبح يكتسي طابعا وطنيا، بعدما صار مجمعا لرجال الحركة الوطنية الذين كانوا يطالبون بجلاء الحماية عن المغرب. تجدر الإشارة إلى أن اللجنة المنظمة، قد سطرت بهذه المناسبة، برنامجا حافلا يتضمن أمسيات دينية، وأنشطة ثقافية متنوعة بمختلف المؤسسات التعليمية بالمدينة حول التعريف بالأبعاد الدينية والتاريخية والثقافية والسياسية لموسم الولي الصالح سيدي بوعراقية.