أقيم عشية أمس الجمعة بمدينة طنجة،موكب الهدايا،الذي ينظم هذه السنة في إطار فعاليات المهرجان العربي الأول للسماع والمديح: مولديات طنجة 2010"،الذي توج الاحتفالات بموسم الولي الصالح بوعراقية على مدى أسبوع بكامله. وموكب الهدايا،الذي انطلق من ساحة الأمم مرورا بالشوارع الرئيسية لجوهرة البوغاز تحفه ألوان من الفلكلور الموسيقي المحلي،يشكل جزء من ذاكرة طنجة إذ كان أهلها إلى عهد قريب يتوجهون بالهدايا إلى هذا الضريح،حيث كان حجاج بيت الله الحرام يبيتون ليلة سفرهم وعند ورجوعهم منها،كما أنه تظاهرة دينية تستقطب زوارا ووافدين كثرا من كل مدن المملكة،تساهم في خلق رواج تجاري وسياحي،فضلا عن أنه إثبات للذات ولتمسك أهالي مدينة البحرين بقيمهم الدينية والوطنية. وينظم هذا الحفل الديني بمناسبة سابع المولد النبوي الشريف تقديرا من أهالي مدينة البوغاز للدور الجهادي الذي قام به الشريف سيدي محمد الحاج بوعراقية ضمن جيش المجاهدين الذين حرروا طنجة من الاحتلال الأجنبي على عهد السلطان مولاي إسماعيل،فصار السكان منذ ذلك الحين يحيون هذا المهرجان بافتتاح اكتتاب شعبي في المدينة العتيقة وتشترى بالمبالغ المحصلة عنه هدية (ثور) لفقراء الضريح. وتحيي مدينة طنجة،للعام الخامس على التوالي،هذا الحفل الرامز إلى الشمائل المحمدية التي جسدتها شخصية الرسول الكريم من قيم إنسانية سامية عنوانها الكبير التسامح والإخاء والمحبة والتضامن والتكافل،من خلال لوحات موسيقية وفنية،وحفل ديني يقام بضريح الولي الصالح بوعراقية بعد صلاة المغرب تخللته ابتهالات دينية وأناشيد من فن السماع والمديح،وذلك احتفاء بذكرى هذا الشيخ المجاهد الذي بصم تاريخ منطقة الشمال في القرن ال`11 هجري. وقد تقدم الموكب،الذي انطلق بعيد صلاة العصر،فارس على صهوة جواده إلى جانب مجموعة من طلبة المدارس القرآنية بجلابيبهم البيضاء يحملون ألواح تدريس الذكر،وآخرين بلباس تقليدي حاملين الهدايا،ويجرون ثيرانا عليها أعلام القبائل المحيطة بمدينة طنجة،إضافة إلى عدد من الفرق الفلكلورية. يشار إلى أن الاحتفالات بموسم الولي الصالح سيدي بوعراقية خلال القرن الماضي أثارت حفيظة الإدارة الدولية بطنجة،حينها،عندما حول رجال الحركة الوطنية وجهته لدعم مطالب الشعب المغربي في الحرية والاستقلال،إذ لم تخل مواكب الهدايا نحو ضريح هذا الولي الصالح من ترديد الأناشيد الوطنية والهتاف بحياة الملك وعزة الوطن،فعلمت على محاربتها وتوقيفها.