لا تشتكي أغلب المقاهي في مدينة طنجة، من الكساد نتيجة اغلاق ابوابها لساعات طويلة خلال أيام شهر رمضان المبارك، اذ تشكل الفترة المسائية من كل يوم فرصة لاستعادة نشاطها وزبائنها الذين غابوا عنها خلال النهار. وتبقى السمة البارزة التي تظل بادية للعيان، هي الاقبال الكثيف على المقاهي، حيث تبدو مختلف المقاهي الشهيرة بطنجة ممتلئة عن اخرها لروادها الباحثين عن السمر وتبادل الأحاديث رفقة الأصدقاء خلال الشهر الفضيل. فبمجرد الانتهاء من تناول الافطار، ومشاهدة بعض البرامج التلفزية، يتهاوى آلاف من أهالي المدينة الى اقرب مقهى اليهم لقضاء سويعات سمر مع الاصدقاء والاصحاب. وتتطاول مقاهي شارع باستور على الرصيف، ليجد العابرون من المارة صعوبة في المرور، حيث يتحول الشارع برصيف إلى ملحق بالمقهى، إذ يبحث الناس عن أماكن في الهواء الطلق. ويغص مقهى "حنفطة" ومعه مقهى "الحافة"، اللذين يعدان من اشهر المقاهي في مدينة طنجة، بمئات من الشباب والنساء وكبار السن، اذ يصبح العثور على طاولة شاغرة بعد وقت قصير من الافطار، امرا في حكم المستحيل. وتحضر قضايا قضايا الساعة في مختلف المجالات السياسية، على طاولات هذه المقاهي، فيما يلتف رواد آخرون حول طاولة لعبة النرد المعروفة في الاوساط الشعبية ب"البارتشي". وعموما تتميرز ليالي رمضان بطنجة، بمجموعة من العادات الراسخة التي حافظت عليها ساكنة المدينة طيلة عقود من الزمن، وهي العادات التي تجمع بين الحفاظ على التعاليم الدينية خلال الشهر الفضيل من صلاة وتروايح وصدقات، وأخرى تشمل قيم إجتماعية ما تنفك تبرز بقوة خلال هذا الشهر من زيارة للأهل والأصدقاء، والسمر خلال الليالي في مختلف المنتزهات والمقاهي الشهيرة بطنجة.