رسمت مجموعة الحضرة الشفشاونية، معالم واحدة من أقوى لحظات الملتقى الوطني للمديح والسماع ولقصيدة الروحية، الذي اختتمت فعاليات دورته الحادية عشر بمدينة أصيلة، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأحد، حيث استطاعت هذه المجموعة النسوية، ان تمد جسورا روحانية نحو مدارج الرضا والنور.فبأزيائهن التقليدية، اصطفت نساء هذه المجموعة التي تشرف على تأطيرها الأستاذة رحوم البقالي، على منصة القاعة الكبرى لمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة، في لوحة فنية بديعة تحاكي أجواء جلسات الذكر الرباني داخل أروقة الزوايا الصوفية، جعلت من القاعة المحتضنة التي غصت بجمهور غفير حج إلى مدينة أصيلة من عدة مدن مثل طنجة وتطوان والعرائش ومدن مغربية أخرى، إلى فضاء تحفه أجواء روحانية مهيبة.وعاش جمهور هذه الامسية الروحانية، لحظات من التجاوب المباشر مع وصلات من الحضرة الشفشاونية، التي تتميز بإيقاعها المركب، وتتغنى بقصائد وأزجال الشيوخ المحليين للزاوية البقالية بشفشاون، وأنغام من فن التبشير، وهو لون خاص بالنساء ينشدنه بمناسبة عيد المولد النبوي، بإيقاع رفيع ورشيق.وأهم ما يميز مجموعة “الحضرة الشفشاونية” المكونة من 17 عضوة، والتي تأسست سنة 2004 تحت اسم “أخوات الفن الأصيل”، عن باقي المجموعات الصوفية، أزياؤها التقليدية، التي توحد عناصرها، وتتكون من لباس يشبه القفطان الشفشاوني، والشَدَة، ومنديل يوضع فوق الرأس، ويسمى بالشفشاونية (السبنيَة السوِيسِيَة)، والحراز وهو على شكل عمامة يعتمر بها على الرأس، إضافة إلى انتعال (الشربيل)، الذي يجب أن ينسجم مع اللباس الموحد ككل.وخلال ذات الأمسية الاختتمامية للملتقى الوطني للمديح والسماع والقصيدة الروحية، التي امتدت حتى الساعات الاولى من صباح اليوم الاثنين، عاش جمهور هذه التظاهرة، مع عرض بهيج قدمته المجموعة العباسية للمديح النبوي من مدينة مراكش، وهي من ابرز المجموعات المغربية المختصة في الغناء الصوفي وفن المديح، وقد اتسم عرضها بأداء اغاني من تراث السماع المغربي الأصيل و الموشحات العربية.وشكلت الأمسية الختامية كذلك، مناسبة لإحياء الذكرى الأربعين على رحيل الحاج عبد المجيد الصويري (1949 – 2018)، أحد أبرز المنشدين في مدينة الصويرة، في عرض جمع المشاركين في الملتقى بقيادة المنشد علي الرباحي.