اعتبرت مجلة كويتية أن مدن الشمال المغربي تجسد تلاقياً فريداً بين الذاكرة التاريخية والحاضر المعاصر، مشيرة إلى الجماليات الطبيعية والثقافية التي تحتضنها هذه المدن. وتحت عنوان "المغرب.. ذاكرة الأمس منقوشة على وهج الحاضر"، سلطت مجلة "العربي" الكويتية في مقالها المنشور ضمن إصدارها الخاص بشهر نونبر 2024، الضوء على مدن طنجةوتطوانوشفشاونوأصيلة، مبرزة ما وصفته ب"الخصوصية الجمالية التي تعكس هوية المغرب الممتدة بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي". وتطرق المقال إلى مدينة أصيلة، مشيراً إلى أنها "تمضي عمرها على الشاطئ الأطلسي فتستعيد جماليات المكان وسحره حينما تسير في دهاليز المدينة العتيقة، بتلك الفضاءات الملهمة، حتى الحيطان الصماء تشعر أنها خامة ورقية تنتظر بدء الرسم عليها، أما الأبواب فهي أفق يشع، أزرقاً أو أخضراً، حياة تستشعرها ما أن تدلف من أي أبوابها أردت". أما طنجة، فقد وُصفت بأنها مدينة "يقود التاريخ إلى فضاءاتها كأنما هذه المدينة أزلية حقا، كما أدرجها عدد من المؤرخين والجغرافيين، فبين ساحة محمد الخامس والجامع في زاوية منها، ومداخل أسواقها، وحاراتها، وصولا إلى البحر كانت الانتماءات التاريخية لمدينة طنجة عامرة بالكثير، تستوقف الزوار هنا وهناك". وأبرز المقال تطوان، المدينة التي "بقيت على العهد وفية لمرورنا.. وقد وضعت رمز السلام لتنعت به"، موضحاً أن المدينة "تقتعد ساحل البحر الأبيض المتوسط على مسافة تقدّر بنحو ستة كيلومترات، كجميلة جاءت من الزمن الأندلسي، تكشف عن حسنها بعد عبور تلك جبال وأودية وسهول خضراء". وتوقّف المقال عند شفشاون، المدينة التي "يقف الزائر أمامها كأنه أمام لوحة حقيقية"، مشيراً إلى "فسيفساء البيوت وهي تكاد ترتفع فوق بعضها البعض على امتداد التلة التي تتكىء عليها بسحر اللونين الأبيض والأزرق". وأشار المقالّ، إلى أن المدن المغربية القديمة، رغم تشابهها في تفاصيلها العمرانية والثقافية، تحمل خصوصيات متميزة تجعل كل مدينة تجربة فريدة تنتظر من يكتشفها.