افتتحت مجموعة نخبة “مديح الجهة الشرقية”، مساء الجمعة، فعاليات الدورة الحادية عشر لملتقى أصيلة الوطني للمديح والسماع والقصيدة الروحية المنظم تحت شعار “الوحدة الروحية المنيفة .. لجهات المملكة الشريفة”. وحملت المجموعة سكان وزوار مدينة أصيلة، خلال حفل افتتاح المهرجان الذي يحتضنه مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، على أجنحة القصيدة الروحية والأنغام الصوفية في رحلة إلى استكشاف خصائص فن المديح والسماع بمدينة وجدة، التي تزخر بتراث فني وتراثي عريق. وأبرز أنس الخمال، رئيس جمعية “أهل أصيلة للمديح والسماع”، المنظمة للملتقى، أن اختيار مجموعة نخبة “مديح الجهة الشرقية”، يأتي في سياق احتفاء ملتقى أصيلة الوطني للمديح والسماع والقصيدة الروحية باختيار مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية لعام 2018. وأضاف أن الملتقى أضحى “إضاءة فنية وموعدا سنويا لموسم صوفي تحتضنه مدينة أصيلة مرقد الأولياء ومنبع الفنون”، مبرزا أن برنامج الدورة “سيلامس أفئدة محبي هذا الفن الراقي، وسيعرج بالحضور في مقامات العرفان والإبداع والنغم الشجي والأداء الراقي”. وأبرز أن برنامج الدورة الحالية يمزج بين الاحتفاء والتكريم التأبين، الاحتفاء باختيار وجدة عاصمة للثقافة العربية، وتكريم عدد من أعلام فن المديح والسماع، وتأبين أربعينية الحاج عبد المجيد الصويري. كما تميز اليوم الأول من الملتقى، الذي حضره على الخصوص رئيس المجلس البلدي لأصيلة محمد بنعيسى، بافتتاح معرض فني يزاوج بين الفن التشكيلي وفن الخط العربي، وعرض شريطين وثائقيين، الأول حول تاريخ الملتقى منذ انطلاقه عام 2014، والثاني حول اختيار وجدة عاصمة للثقافة العربية. من جانبه، اعتبر المدير الفني للملتقى، عماد غيلان، أن هذه الدورة تكتسي طابعا متميزا، إذ تستمد معناها وعمقها من طبيعة هذه المدينة الوديعة المتجذرة في التاريخ والمشهود لها بالأصالة والعلم والفنون، مبرزا أن هذا الملتقى يسعى إلى ترسيخ هذا الفن التراثي الأصيل، من خلال العمل على تظافر جهود كافة المتدخلين للحفاظ على الهوية الثقافية المغربية الأصيلة والموروث غير المادي للشعب المغربي حتى يبقى خالدا للأجيال المتلاحقة. واعتبر أن هذه الدورة من الملتقى تأتي انتصارا للعمق الروحي والفني، إذ يلتئم فيها نخبة من أهل الفكر والأدب والتصوف وأطياف من خيرة رواد الإنشاد الديني الذين دأبوا على العناية بهذا الموروث والحفاظ عليه، موضحا أن الأمر يتعلق بأهل أصيلة للمديح والسماع، والجمعية العباسية للأمداح النبوية من مراكش وأصوات مكناس، فضلا عن حرص المنظمين على إشراك العنصر النسوي في كل دورات الملتقى، والذي تجسد هذه السنة بمشاركة مجوعة أرحوم البقالي للحضرة الشفشاونية. كما سيكون الجمهور على موعد مع نخبة من الشعراء الذين أبدعوا في الأشعار الصوفية والوجدانية، وتنظيم ورشة فنية في “الخط المغربي” من تأطر الخطاط محمد قرماد، وتنظيم ندوة فكرية ودورة تكوينية لفائدة المادحين والمنشدين والطلبة المشاركين في الملتقى، مع تنظيم مسابقة في فن الإنشاد والغناء لفائدة المادحين الشباب المشاركين.