وسط كارثة الإعصار التي ضربت بلنسية وألحقت أضرارًا جسيمة بالمنطقة، برزت الجالية المغربية كقوة فعالة في جهود الإغاثة والدعم، من خلال عدة مبادرات تطوعية وإنسانية تهدف إلى تخفيف تداعيات الكارثة الطبيعية التي أودت بحياة ما يقارب 300 شخص. وتكاملت جهود القنصلية العامة للمملكة في بلنسية بشكل لافت مع المبادرات التي أطلقتها الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بقيادة مواطنين مغاربة، حيث عملت القنصلية بالتنسيق مع السلطات الإسبانية على تسهيل وصول المساعدات وإحصاء المتضررين من أفراد الجالية. وقد باشرت فرق القنصلية عمليات ميدانية شملت زيارات للمناطق الأكثر تضررًا لتقديم الدعم اللوجستي وتوثيق احتياجات المتضررين من الأسر المغربية. في المقابل، نظمت الجمعيات المغربية في بلنسية حملات إغاثة واسعة النطاق، شملت جمع التبرعات من مواد غذائية، أغطية وملابس، تم توزيعها على الأسر المتضررة. كما شهدت المساجد والجمعيات الخيرية المغربية توافدًا كبيرًا من أفراد الجالية الذين أبدوا تضامنًا واسعًا، مما ساهم في تعزيز قنوات الإغاثة وتوفير احتياجات عاجلة للمتضررين. وقال أحد احد المتطوعين في عمليات الإغاثة إن هذه المبادرات أظهرت مدى التلاحم بين أفراد الجالية، مضيفًا: "لقد كانت استجابة الجالية فورية، وتمثل قيمة كبيرة في مساندة المتضررين". وأكد أن المتطوعين المغاربة يتعاونون مع فرق الإغاثة المحلية لتأمين الضروريات، في مشهد يعكس روح التضامن بين المغاربة. وامتدت جهود المجتمع المغربي في بلنسية لتشمل تقديم دعم نفسي للأطفال والعائلات المتضررة، حيث أشرف متخصصون في الصحة النفسية من الجالية على جلسات دعم لتخفيف الصدمة الناجمة عن الكارثة. من جهتها، أشادت وسائل الإعلام المحلية في بلنسية بالدور الذي لعبته الجالية المغربية، ووصفت التحركات الإغاثية بأنها نموذج إيجابي للتضامن المجتمعي. وأشارت التقارير إلى أن تفاعل الجالية مع الأزمة أضاف بُعدًا إنسانيًا ساهم في تعزيز الجهود الرسمية للإغاثة. ويجمع المراقبون على أن كارثة إعصار بلنسية شكلت محطة أخرى جسدت صورة مشرقة للقيم الإنسانية وروح التضامن التي يتميز بها الشعب المغربي، سواء داخل أرض وطنه أو في مهجره