يثير سحب رخصة أحد البنوك المغربية من بعض الدول الأوروبية تساؤلات حول مدى تأثير هذا القرار على ثقة مغاربة العالم في النظام المصرفي المغربي. القرار جاء بعد أن فرضت بعض الهيئات التنظيمية الأوروبية عقوبات على بنك الشعبي بسبب مخالفات تنظيمية، مما أدى إلى تعليق نشاطه في تلك الدول. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحًا حول توجه مغاربة العالم في ما يخص الاحتفاظ بأموالهم. مغاربة العالم، الذين يعتمدون بشكل كبير على النظام المصرفي المغربي لتحويل أموالهم واستثماراتهم، قد ينظرون بحذر إلى هذه التطورات. في المقابل، يراهن بعض الخبراء على أن السوق المالية في المغرب ما زالت مستقرة، وأن القرارات المتخذة في أوروبا لن تؤثر بشكل مباشر على استثماراتهم الداخلية. من جهة أخرى، قد يدفع فقدان الثقة في البنوك المتأثرة ببعض المهاجرين إلى البحث عن بدائل مصرفية سواء داخل المغرب أو خارجه. ومع تزايد الاعتماد على التحويلات المالية من مغاربة العالم كمصدر رئيسي لدعم الاقتصاد المغربي، فإن أي تغيير في سلوكهم المالي قد ينعكس على هذه التحويلات. إذا فقدوا الثقة في النظام المصرفي، قد يلجأ البعض إلى حلول بديلة، مثل تحويل الأموال عبر شركات الحوالات أو الاحتفاظ بها في حسابات بنكية بدول أخرى. من جهته، يشير بعض المحللين إلى أن المغرب ما زال يقدم بيئة مصرفية مستقرة نسبيًا مقارنة ببعض الأسواق الأخرى، وأن قرار سحب الرخصة جاء بسبب ظروف تتعلق بتلك الدول المحددة وليس انعكاسًا مباشرًا على سلامة القطاع المصرفي المغربي ككل. في ظل هذه التطورات، سيكون من الضروري أن تقوم البنوك المغربية المتأثرة بتعزيز الثقة وإعادة بناء علاقتها مع زبائنها من مغاربة العالم. ومن جانبهم، يحتاج مغاربة المهجر إلى دراسة الخيارات المصرفية المتاحة بدقة لضمان سلامة أموالهم واستثماراتهم.