احتضنت قاعة المحاضرات بالجامعة الأمريكية “نيوإنغلند” بطنجة، مساء الجمعة 2 مارس، ندوة وطنية من تنظيم “المركز الإعلامي المتوسطي” حول موضوع “الصحافي والسياسي.. سوء الفهم الكبير”. واستعرض متدخلون خلال الندوة تاريخ العلاقة بين الجانبين، والتي عرفت غير ما مرة، مدّا وجزرا، معتبرين أن العلاقة تجاوزت الآن سوء الفهم وانتقلت إلى مرحلة “كسر العظام”. من جانبهم، اعتبر مشاركون أن المصطلحات القاسية في توصيف العلاقة بين الجانبين ، وأن الإيحاء بأن العلاقة بينهما عبارة عن “حرب” ليس أمرا ضروريا، وأن ثنائية الحرية والسرية هي غالبا ما يجعل العلاقة تبدو شائكة تميل إلى الشنآن بينهما. فالصحافي بحكم طبيعة عمله، -يورد متدخلون- “يميل إلى كشف الأسرار، بينما يعمل السياسي على الاحتفاظ بها، خدمة لمشروعه السياسي”، مضيفين أن الهشاشة الاقتصادية في الدول الصاعدة تلعب دورا كبيرا في جعل السياسي “نجما” في عيون الصحافي الذي يعتبر التقرب منه أحيانا بمثابة حظوة. وأجمع المشاركون في الندوة على أن وجود الصحافي مرتبط بوجود السياسي، والعكس صحيح، وأنه لا غنى لأحدهما عن الآخر في تأدية عمله، مؤكدين أن الاستقلالية التامة لدى الإعلامي هي أمر مستحيل، لكن على الصحافي أن يفصل بين واجبات مهنته وقواعدها شبه المقدسة، وبين انتماءاته وآرائه. سوء الفهم يبدأ، وفق فاعلين شاركوا في الندوة، “يبدأ عندما يرغب السياسي في أن يكون الصحافي بوقا له أو “براحا”، أو حينما يكون الصحافي نفسه ميّالا إلى جهة سياسية ما، فتتداخل المهم والإرادات”. وواصل مشاركون في الندوة تشريح العلاقة بين الصحافة والسياسة مستعرضين نشأة الصحافة الوطنية “التي ولدت في حضن السياسي أكثر من مرة، لدرجة أن مجموعة من السياسيين اشتغلوا كرؤساء تحرير، وهو ما جعل السياسي يرغب في أن يكون الصحافي بوقا”. حري بالذكر أن الندوة عرفت مشاركة كل من عمر الشرقاوي، أكاديمي ومحلل سياسي، رشيد البلغيثي، صحافي وكاتب رأي، محمد خيي، برلماني ورئيس مقاطعة، وعبد الصمد بنشريف، مدير قناة الإخبارية المغربية. وتعدّ هذه الندوة ثاني نشاط للمركز الإعلامي المتوسطي بعد ندوة سابقة همّت موضوع “الإعلام والقضاء.. نحو علاقة أوضح”، نظمها المركز بشراكة مع نادي قضاة المغرب.