في إطار أنشطته الإشعاعية، نظم المركز الإعلامي المتوسطي بطنجة، أمس الجمعة 2 مارس 2018، ندوة وطنية حول موضوع "الصحافي والسياسي سوء الفهم الكبير"، بمشاركة سياسيين وإعلاميين مرموقين. واعتبر البرلماني محمد خيي أن السياسي الذي يشتغل بمبدئية، سيجد حليفا له في الجسم الصحفي حليفا، إن كان هذا الصحفي بدوره يقوم بدور رقابي بناء، مشيرا إلى أنا هذا التحالف لا يعني بالضرورة أن يكون كل من الصحفي والسياسي متفقين في جميع القضايا. وأوضح خيي في مداخلته أنه لا يمكن للسياسي أن يضغط على الصحفي ويجرده من خلفياته السياسية أو الحقوقية أو غيرها من الخلفيات، باعتبار أن لكل صحفي خط تحريري خاص به، إلا أن سوء الفهم الذي يقع يكون في الأساس ناتجا عن رغبة السياسي في أن يكون الصحفي "بوق" له، أو يكون الصحفي يخدم أجندة مناقضة للسياسي. واعتبر خيي أن السياسي يريد أن يكون الصحفي بجانبه، لكونه سيكون طريقه للوصول للرأي العام، والصحفي يتمنى أن تكون له علاقة مع السياسي لأنه مصدر أخباره، موضحا أن الفصل بين المجالين صعب، فرغم أن التمايز موجود بين المجالين، إلا أنه لا يمكن الفصل بينهما، باعتبار التداخل بين المجالين كبير. وقال مصطفى بنشريف أن السياسي براغماتي صاحب مشروع وتصور وحتى أسرار، حيث يعمل على الإحتفاظ بأسرارها وكتمانها، فيما يعمل الصحفي على إخراج هذه الأسرار، ونشرها للرأي العام من أجل تداولها، باعتبار أن للصحفي وظيفة رقابية. وأوضح مدير قناة المغربية أن لا يمكن للسياسي أن يحل محل الإعلامي، ولا الإعلامي يمكن أن يحل محل السياسي، معتبرا أنه في المجتمعات الديمقراطية، لم يعد هناك هذا الإشكال والتوجس مطروحا بنفس الحدة، لأن السياسي يحتاج إلى الإعلامي، والأمر نفس بالنسبة للإعلامي، وكل منهما يسعى للتودد للآخر. في المقابل كانت نظرة الإعلامي رشيد البلغيتي لعلاقة السياسي بالصحفي متشاءمة، حين اعتبر أن الطرفان في معركة لكسر العظام، وأن العلاقة بينهما تتخللها لحظات قرب وبعد. البلغيتي تطرق للقرب والتقارب بين الطرفين، معتبرا أنه أمر ضروري، ولا يمكن لأحدهما أن يحيى دون الآخر، إلا أن الخطورة حسب البلغيتي في أن تكون علاقة القرب هذه دائمة ومستدامة. ووصف البلغيتي الرجل السياسي بأنه لا يبحث عن صحفي ينقل الخبر بتجرد، بل يبحث عن صحفي يؤدي دورا تواصليا، والسياسي المغربي مازال ينظر للصحفي من منظور تراثي، وينظر إليه ك"براح". وأشار الأكاديمي عمر الشرقاوي للنشأة التاريخية للصحافة وطنيا،واستعرض أسماء مجموعة من السياسيين، الذين كانوا رؤساء تحرير عدد من الصحف، مؤكدا أن الصحافة ولدت في حضن السياسي. وأضاف الشرقاوي أن قانون الحصول على المعلومة ضم في آخر مادة غريبة جعلت قانون الحصول على المعلومة يساوي عدم الحصول على المعلومة، محملا المسؤولية للعقل السياسي المحافظ المبني على الضبط. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة) * انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) *