أثار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عاصفة من الجدل بتصريحاته خلال تجمع انتخابي، حيث استغل قضية معاناة الفلسطينيين في غزة، والتي تُعد واحدة من أكثر القضايا الإنسانية حساسية، في محاولة لجلب التعاطف الشعبي وكسب الأصوات في الانتخابات القادمة. ومع أن الرئيس تبون حاول أن يظهر كمدافع شجاع عن القضية الفلسطينية، إلا أن كلماته جاءت بطريقة أثارت أكثر من مجرد التعاطف. الأمر الذي أشعل النقاشات هو تصريح تبون بأن "الجيش الجزائري جاهز" للتدخل في غزة، بشرط أن تفتح مصر حدودها مع القطاع. وبهذا التصريح، لم يكتف الرئيس الجزائري بإظهار دعمه للفلسطينيين، بل ألقى اللوم بطريقة غير مباشرة على مصر، متسائلا لماذا لا تفتح الحدود؟ وكأن حل الأزمة في المنطقة يعتمد فقط على قرار بسيط من القاهرة. وقد تفاعل المصريون مع هذا التصريح، ولكن ليس بالطريقة التي ربما كان يتوقعها الرئيس تبون. فبدلاً من الاحتفاء بهذه "الشجاعة"، اعتبر العديد من النشطاء المصريين أن تصريحاته تدخل في خانة "المزايدات الانتخابية"، مشيرين إلى أن الجزائر، إذا كانت جادة في دعم غزة، يمكنها إرسال المساعدات عبر البحر الأبيض المتوسط دون الحاجة إلى فتح الحدود من الجانب المصري. وبينما حاول بعض النشطاء المصريين التخفيف من وقع كلمات تبون، بالقول إنه ربما كان يقصد تقديم المساعدات الإنسانية وليس التهديد بالحرب، إلا أن الطريقة التي ألقى بها كلماته الحماسية أمام جمهوره الجزائري أظهرت مدى استغلاله للقضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب انتخابية. وفي نهاية المطاف، يبدو أن الرئيس تبون قد نجح في إثارة الجدل، لكن ربما ليس بالطريقة التي كان يأملها.