بنك المغرب: الدرهم يرتفع مقابل اليورو ويتراجع أمام الدولار    الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع تعقد جمعها العام العادي للموسم الرياضي 2023-2024    برشلونة يسحق ريال مدريد برباعية نظيفة    المومني: مهرجان المسرح الدولي الجامعي منصة مبتكرة للشباب لعرض مواهبهم    البرلماني عبد العزيز الودكي يعانق الحرية    اختلالات وخروقات جسيمة.. هذه تفاصيل عزل رئيسة جماعة بنجرير    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية        وزير الفلاحة يطلق الموسم الفلاحي من مكناس مع حزمة تدابير لدعم الفلاحين    العشابي يكشف تطورات الحالة الصحية للفنان محمد الخلفي    عبد الوافي لفتيت يشرف على تنصيب الوالي الجديد لجهة الشرق    افتتاح المعلمة التاريخية "لاكازابلونكيز" بحلة جديدة وبمواصفات عالمية في الدار البيضاء    لامين يامال يسجل اسمه في تاريخ الكلاسيكو كأصغر هداف    مقتل أربعة جنود إسرائيليين في جنوب لبنان ولقاء بالدوحة لإحياء مفاوضات الهدنة بغزة    إيران تتهم أمريكا بمشاركة إسرائيل في الهجوم عليها    جمعية هيئات المحامين بالمغرب تعلن التوقف الشامل عن ممارسة مهام الدفاع من فاتح نونبر إلى إشعار آخر    نقابة "البيجيدي" تحتج أمام البرلمان ضد غلاء الأسعار    المنتخب السعودي يضطر إلى معاودة التعاقد مع هيرفي رونار    نحو آفاق جديدة لدعم القضية الوطنية.. انطلاق الجولة الدولية للمسيرة الخضراء بالدراجات النارية في دول الخليج    وزير التعليم الجديد برادة يبدأ أول نشاط له بتدشين المركب الرياضي والثقافي لاكازابلونكيز    فيلم "عصابات" يتوج بالجائزة الكبرى للدورة ال 24 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة    الشاعر البحريني قاسم حدّاد يفوز بجائزة الأركانة العالميّة للشعر    ارتفاع حصيلة الضربات الإسرائيلية على إيران وإدانة واسعة للهجوم..    هذا هو الثمن الغالي الذي ستدفعه إسرائيل وأميركا    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أربعة جنود    وفاة طالب طب بسبب "ضغط المقاطعة" تعيد المطالب بحل عاجل.. وترقب لمخرجات أول لقاء مع الوزير الجديد    البواري يطلق عملية الزرع المباشر من إقليم الحاجب    السلطات الإسبانية تحقق في واقعة اعتداء رجل أمن على مواطن مغربي داخل قنصلية مورسيا    المحامون يصعدون ويتوقفون عن ممارسة مهام الدفاع ابتداء من الجمعة    ماكرون يزور المغرب غداً وهذه تفاصيل برنامج زيارته    5 قتلى وعشرات الجرحى في عملية دهس شمال تل أبيب    مرشد إيران يرد على الهجوم الإسرائيلي    افتتاح معهد البحرين للموسيقى في أصيلة    اختتام فعاليات مهرجان ليكسا للمسرح في دورته الخامسة عشرة بمدينة العرائش    المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية ذكور يتوج باللقب للمرة الثالثة على التوالي    لفتيت: أزيد من 12 مليار درهم لإنجاز أوراش تنموية مهيكلة ستجعل جهة فاس مكناس قطبا اقتصاديا وسياحيا رائدا على المستوى الوطني    موثقو إفريقيا يشيدون بنظرائهم المغاربة    آلاف الأشخاص يتظاهرون في لشبونة احتجاجا على عنف الشرطة    جهة طنجة تحافظ على المرتبة الثانية في دينامية إحداث المقاولات بالمغرب    تجار: استيراد اللحوم الحمراء لن يخفض اسعارها الا في حدود 80 درهم    تسجيل حالة إصابة جديدة بفيروس "كوفيد-19"    بسبب ضعف الإقبال... سعيدة فكري تغيب عن سهرة لها بأكادير    "أدباء العراق" يحتفي بالشاعر بنيس    البواري يعلن عن تدابير لدعم الفلاحين    البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة 8) .. نهضة بركان يفوز على مضيفه الوداد الرياضي (1-0)    مؤزارا بضباط الشرطة... مجلس المنافسة يقتحم مقر شركة لتوصيل الطلبات قال إنه يشتبه "ارتكابها ممارسات منافية" للمنافسة    ارتفاع عدد حالات التسمم الغذائي في "ماكدونالدز" بالولايات المتحدة الأميركية    وهبي: القانون الدولي يخدم البلدان القوية .. و"التأويلات المفرطة" تستدعي اليقظة        بعد وفاة شخص وإصابة آخرين إثر تناولهم "برغر" من "ماكدونالد" بأمريكا.. السبب هو البكتيريا الإشريكية القولونية    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    فرط صوديوم الدم .. الأعراض والأسباب    التغير المفاجئ للطقس بيئة خصبة لانتقال الفيروسات    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    الملك محمد السادس: المغرب ينتقل من رد الفعل إلى أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية في ملف الصحراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد العسلي في "أيادي خشنة" .. الصدق الفني في خدمة الهم الاجتماعي
نشر في طنجة 24 يوم 16 - 01 - 2012

بعد سنوات من الاحتجاب عن الساحة السينمائية منذ فيلمه "الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء"، الذي حقق نجاحا ملفتا على مستوى الجمهور والمهرجانات على حد سواء، جدد محمد العسلي صلته بالمشاهد المغربي من خلال فيلم "أيادي خشنة"، الذي عرض مساء الأحد أمام جمهور المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
ويستدعي هذا الفيلم، الذي قوبل بترحيب أولي جيد على العموم، لدى عينات واسعة من رواد سينما روكسي، قاعة عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، من النقاد والجمهور على السواء، عدة عناصر تحيل إلى العمل السابق للمخرج، وتكرس بالتالي أسلوبا مميزا دالا على الهوية الفنية لصانعه.
ولئن توزع فضاء الفيلم السابق بين البادية والدار البيضاء، فإن أحداث "أيادي خشنة" تجري في المدينة الميتروبولية، غير أن ما يجمعهما هو تماثل الوضع الاقتصادي والاجتماعي للشخصيات الرئيسة التي تراودها أحلام ... هي أحلام البسطاء التي يبدو أنها مورد المادة الدرامية للعسلي.
زكية شابة تعمل مدرسة أطفال بحي شعبي في الدار البيضاء، تتطلع إلى الالتحاق بخطيبها في إسبانيا، والتخلص نهائيا من حالة الفقر التي تحياها رفقة والدتها، التي تستعين على تكاليف الحياة بنسج الزرابي. يخبرها الخطيب بانتقال لجنة إسبانية لانتقاء نساء تعملن بحقول التوت، مع اشتراط أن تكون بدوية، متزوجة، والأهم من ذلك "خشنة اليدين".
تتصل زكية بجارها مصطفى (محمد بسطاوي)، الحلاق الذي يقضي حوائج الناس بكل الطرق المشروعة والوساطة مع المسؤولين مقابل مبالغ مالية. يجهز لها رسم زواج وعقد ازدياد لطفليها المختلقين، من أجل اقناع اللجنة. ستستعمل طلاء لتخشين اليد بحيث تبدو يد امرأة بدوية معتادة على أعمال الحقول. لكن اللعبة تنكشف حين يأمرها أعضاء اللجنة بالكشف عن قدمها ... الناعمة الحضرية.
تعود إلى مرارة واقعها، ويلم بها شعور لاحق بالإهانة والاحتقار. وعندئذ تأخذ مصطفى الرغبة في الاقتران بزكية بعد أن تخلت عن خطيبها البعيد.
كان العسلي في هذا الفيلم، على الأقل، أكثر رحمة بأبطاله من سابقه. سيفتح لهم آفاق بديلة لتحقيق أحلامهم المؤجلة بالهجرة، ولو جزئيا في بلادهم، التي لا يمكن أن تظل حسب المخرج أرض المآزق الأبدية.
زواج زكية ومصطفى سيصبح أفقا واعدا بالأفضل بدل الهجرة المؤنثة للعمل بالفلاحة بإسبانيا، والتي توصف على لسان مصطفى، وربما من خلاله على لسان العسلي، بأنها "عبودية".
تفاصيل الزواج تتجه باطراد نحو الإفصاح الرمزي عن الهم الفكري والسياسي للعسلي : شرط زكية لإتمام القران : استقدام فرقة "أحواش" إلى ساحة الحي الشعبي الذي تقطنه وسيارة مكشوفة.
مشهد أحواش هو العصب الفكري للحبكة : التراث والمقومات الذاتية منطلق تجاوز الأزمة المجتمعية.
بساطة ممتنعة، إيقاع منساب، وإن شابته مراحل هبوط في الدفع بمسارات الشخوص نحو مخارج محددة للأوضاع والحالات، فضاءات مدينية مكثفة، مختارة بوظيفية صارخة في وجه التفاوتات الاجتماعية التي تظهر في المقابلة بين فضاءات بيت الوزير المتقاعد الذي يحلق له مصطفى والبيوت المتواضعة في الحي الشعبي الذي يسكنه البطلان.
وجدير بالتنويه أن حضور هذا النفس الحانق على المظالم الاجتماعية والاختلالات في توزيع الفرص، والتي تكرس تصور المخرج محمد العسلي للوظيفة التغييرية المجتمعية للعمل الفني والحساسية البارزة للخصوصية المحلية لم يتم على حساب المقتضيات الفنية والتقنية، التي كشفت عن مستوى عال من التحكم في الآلة يتساوق مع شاعرية رمزية راقية.
لا يتوسل العسلي بأحلام البسطاء استجداء لاعتراف جماهيري. الصدق الفني والجمالية التعبيرية ركن ثابت في صنع هوية العمل الإبداعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.