باتت كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على مشارف سنة بيضاء بعد الإضراب والاحتجاج غير المسبوق الذي تعرفه هذه الكليات، عقب إعلان وزارة التعليم العالي عن تخفيض سنوات الدراسة من 7 سنوات إلى 6 سنوات بداية الموسم الجامعي الحالي. فبعد العرض الذي كان طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة قد تلقوه مؤخرا من الحكومة بخصوص إمكانية زيادة سنة سابعة إضافية بشكل اختياري لوضع حل للأزمة التي تخيم على كليات الطب والصيدلة، منذ ستة أشهر، أعلنت وزارة التعليم العالي بشكل رسمي عن تقليص سنوات التكوين إلى ست سنوات. جاء ذلك في مذكرة وزارية حديثة تحدد شروط وإجراءات الترشح لولوج كليات الطب والصيدلة وكليتي طب الأسنان برسم السنة الجامعية المقبلة 2024-2025. وتشير المذكرة التي بعث بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتقني، عبد اللطيف ميراوي، إلى عمداء كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، إلى أن مدة الدراسة كليات الطب والصيدلة وكليتي طب الأسنان "تستغرق ست سنوات"، وتتوج "بنيل دبلوم دكتور في الطب بالنسبة للتكوين الطبي، ودبلوم دكتور في الصيدلة بالنسبة للتكوين الصيدلي، ودبلوم دكتور في طب الأسنان بالنسبة للتكوين في طب الأسنان". وعبر طلبة الطب عن رفضهم لقرار الحكومة الذي على إثره دخلوا في إضراب مفتوح لما يزيد عن 6 أشهر مع مقاطعة التداريب الميدانية. وبالرغم من جهود الوساطة التي تمت على المدى الأشهر الستة الماضية، إلا أن الحكومة لم تفلح في احتواء أزمة كليات الطب، وذلك بسبب "تعنتها وتشددها" مع قراراتها ومحاولتها لفرض سياسة الأمر الواقع، وفق ما يراه كثير من المتتبعين. ووفق مصادر داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، فإن موقف الوزارة الوصية والحكومة يميزها التناقض بين الرغبة في حل الملف وبين فرض سياسة الأمر الواقع.