ما يزال مئات من سكان حي "العوامة"، الواقع ضمن النطاق الترابي لمقاطعة بني مكادة، مضطرين لاستنشاق هواء مشبع بالروائح الكريهة، نتيجة تراكم النفايات في قعر قناة لتصريف المياه، تمتد وسط عدد من أزقة هذا الحي الذي تستمر مساحته في الاتساع من وقت لآخر. ونتيجة لعدم تغطيته، بات هذا المجرى المائي الذي تم يخترق شارع "الكويت" الممتد من "حومة الحداد" حتى منطقة "مغوغة"، مصدرا لروائح كريهة تنبعث في أوقات متفرقة، خاصة مع هبوب الرياح، كما أن حدّة الروائح تصل درجاتٍ عليا ومقلقة في الفترات الليلية والساعات الأولى من الصباح. حسب ما عاينته جريدة طنجة 24 الإلكترونية خلال جولات ميدانية. ويرسم سكان الحي صورة قاتمة للوضعية البيئية والصحية بالمنطقة، جراء هذه القناة المائية العارية، التي شكلت موضوع مراسلات عديدة لمسؤولي المؤسسات المنتخبة والسلطات الإدارية. ومن بين التصريحات التي استقتها الجريدة من قاطني هذا الحي، يرسم "عبد الرزاق"، حسب التسمية التي قدم نفسه، صورة سوداوية للحالة البنيوية والصحية وسط هذا التجمع السكني بالقول "السكان المجاورون للوادي غير قادرين على فتح نوافذ منازلهم تفاديا لاستنشاق المزيد من الروائح الكريهة، وتجنّبا لإصابة أطفالهم بأية أمراض محتملة.". ويؤكد هذا المواطن، أن منازل السكان، باتت مسرحا لغزوات أنواع مختلفة من الحشرات الضارة، خاصة البعوض والذباب، بالإضافة إلى الجرذان التي تتسلل عبر المجاري المائية المرتبطة بدورات المياه، انطلاقا من هذا الوادي. تصريحات أخرى استقتها الجريدة من الحي أشارت أن هذا المجرى المائي "العشوائي"، شكل منذ سنة 2014، موضوع مراسلات وملتسمات إلى مختلف الجهات المسؤولة، على رأسها مقاطعة بني مكادة، الموجود مقرها الرئيسي على بعد أمتار قليلة من هذا الحي، إلى أن هذه الجهات قابلت نشاطات الساكنة في هذا الإطار بنوع من التجاهل واللامبالاة. وبحسب مراقبين ونشطاء جمعويين، فإن هذا المجرى المائي الذي يعتبر واحدا من المنشآت العارية المنتشرة في مناطق متفرقة من المدينة، يعتبر أحد تجليات التعثر الذي عرفه مخطط تهيئة الأودية الذي تم إطلاقه سنة 2009. وخلال السنة المذكورة، تم بتنسيق بين كل من ولاية طنجة والجماعة الحضرية وكذا وكالة الحوض المائي اللوكوس، تم إطلاق برنامج لتهيئة الأودية العارية من خلال توسيعتها وتغطيتها، وذلك من أجل إبعاد أثر التلوث المباشر والتخفيف من معاناة السكان، وهو ما تم تنفيذه في مواقع قليلة من مناطق مدينة طنجة.