يضطر مئات من سكان حي "بوخالف" في مدينة طنجة، صباح مساء، لاستنشاق هواء مشبع بالروائح الكريهة، نتيجة تراكم النفايات في قعر قناة لتصريف المياه، تمتد وسط عدد من أزقة هذا الحي الذي تستمر مساحته في الاتساع من وقت لآخر. وبحسب ما رصدته جريدة طنجة 24 الإلكترونية، خلال جولات ميدانية قامت بها في المنطقة، إن روائح كريهة تنبعث في أوقات متفرقة، خاصة مع هبوب الرياح، كما أن حدّة الروائح تصل درجاتٍ عليا ومقلقة في الفترات الليلية والساعات الأولى من الصباح. ومن بين التصريحات التي استقتها الجريدة من قاطني هذا الحي، يرسم "علال"، حسب التسمية التي قدم نفسه، صورة سوداوية للحالة البنيوية والصحية وسط هذا التجمع السكني بالقول "السكان المجاورون للوادي غير قادرين على فتح نوافذ منازلهم تفاديا لاستنشاق المزيد من الروائح الكريهة، وتجنّبا لإصابة أطفالهم بأية أمراض محتملة.". ويؤكد هذا المواطن، أن منازل السكان، باتت مسرحا لغزوات أنواع مختلفة من الحشرات الضارة، خاصة البعوض والذباب، بالإضافة إلى الجرذان التي تتسلل عبر المجاري المائية المرتبطة بدورات المياه، انطلاقا من هذا الوادي. وبحسب مراقبين ونشطاء جمعويين، فإن هذا المجرى المائي الذي يعتبر واحدا من المنشآت العارية المنتشرة في مناطق متفرقة من المدينة، يعتبر أحد تجليات التعثر الذي عرفه مخطط تهيئة الأودية الذي تم إطلاقه سنة 2009. وخلال السنة المذكورة، تم بتنسيق بين كل من ولاية طنجة والجماعة الحضرية وكذا وكالة الحوض المائي اللوكوس، تم إطلاق برنامج لتهيئة الأودية العارية من خلال توسيعتها وتغطيتها، وذلك من أجل إبعاد أثر التلوث المباشر والتخفيف من معاناة السكان، وهو ما تم تنفيذه في مواقع قليلة من مناطق مدينة طنجة.