مقتل ثلاثة أشخاص في حفرة لتجميع المياه العادمة بالشلالات تم ظهر أمس الأحد، تشييع جثامين ضحايا دوار المعزة، لحجر بالجماعة القروية الشلالات، بعمالة المحمدية، في موكب جنائزي مهيب، شارك فيه مئات من ساكنة الدوار المذكور، في غياب المسؤولين بالمنطقة. وكان ثلاثة أشخاص، من الدوار المذكور، قد لقوا حتفهم، في حفرة مخصصة لتجميع المياه العادمة، صباح أول أمس السبت. ووقع الحادث، عندما نزل صاحب المسكن الصفيحي، إلى الحفرة المجاورة لمنزله، لإفراغها من المياه العادمة، إلا أن استنشاقه لغاز سام، أفقده وعيه ليغمى عليه. وفي محاولة لإنقاذه، لقي ابنه نفس المصير، قبل أن يتدخل جارهما، ليكون الموت بانتظاره بدوره، ويتعلق الأمر بكل من عبد المولى بلحفيان وابنه رضوان وجارهما زهيري بوشعيب الملقب ب الحموري. وكان من المنتظر، أن تكون حصيلة ضحايا هذا الحادث أكبر، لولا الألطاف الإلهية، حيث نجا ثلاثة أشخاص آخرين من موت محقق، بعد أن قدمت لهم الإسعافات الأولية سواء في عين المكان، أو عند نقلهم إلى المستشفى. وقد خلف هذا الحادث المأساوي، غضبا عارما في نفوس السكان، مما جعلهم ينظمون وقفة احتجاجية بالطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاء والرباط وكذا بالطريق رقم 1، نتج عنها عرقلة حركة السير لعدة ساعات، قبل أن تتدخل القوات العمومية- درك ملكي وقوات عمومية-، لتفريق المحتجين وفتح حركة السير من جديد. ويعيش سكان الدوار معاناة حقيقية منذ سنوات، لغياب قنوات الصرف الصحي، حيث يعتمدون على الحفر لتصريف مياههم العادمة، لكن بمجرد أن تمتلئ هذه الحفر، تتسرب المياه العادمة في اتجاه الدور المجاورة، بعد أن تمتلئ الأزقة، فتنبعث روائح كريهة وتنتشرالحشرات اللاسعة والجرذان وغيرها، إضافة إلى أسراب البعوض والذباب خصوصا في فصل الصيف، مما يؤثر بشكل كبير على حياة السكان، إذ يشكو السكان من أمراض الحساسية والربو..أما في فصل الشتاء، فالوضع يكون أخطر بكثير. وكانت مصالح الجماعة، قد أنشأت محطة لتجميع المياه العادمة، في وقت سابق، إلا أن عدم إفراغها أثناء ملئها، تحولت مع مرور الوقت، إلى مصدر لكل أنواع الحشرات ولروائح كريهة تبعث على الغثيان، في غياب أي تدخل للمصالح المختصة وللسلطات المحلية.