يبدو أن بعض منتخبي ومسيري مدينة الدارالبيضاء لم يستوعبوا بعد الخطاب الملكي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، في افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، والذي انتقد من خلاله قطاع تدبير النظافة بالعاصمة الاقتصادية إذ مازال البيضاويون يعانون غياب النظافة وانتشار الحشرات الزاحفة والطائرة بمختلف أنواعها. لم يعد البيضاويون يطيقون الجلوس بمنازلهم خلال الفترة الأخيرة، سواء في الأحياء الشعبية أو الراقية، بسبب انتشار حشرات غريبة، باتت تقلق راحتهم، وراحة زوارهم. في هذا السياق، وجهت العديد من الجمعيات من قبيل اتحاد ملاك مشروع عمر بن الخطاب الشطر الرابع، وجمعية الوفاق للتنمية والأعمال الاجتماعية، وجمعية أنوار المستقبل، رسالة إلى والي الدارالبيضاء الكبرى، خالد سفير، تطالبه من خلالها بالتدخل لوضع حد لمشكل انتشار الأزبال بالعاصمة الاقتصادية. وتساءل هؤلاء الجمعيون عن مصير الميزانية التي تخصص لتدبير قطاع النظافة مادامت المدينة تعاني تراكم وانتشار الأزبال، وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات التي تهدد صحة السكان، خصوصا الأطفال. من جهتها، قالت الدكتورة سمية بوهلال، رئيسة مصلحة إطار الحياة بالمجلس الجماعي للدارالبيضاء، إن تكاثر الحشرات في الآونة الأخيرة يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف، وتراكم الأزبال، ووجود مجاري المياه المفتوحة، وعدم وعي المواطن بأهمية الحفاظ على نظافة الحي، من أجل وضع الأزبال في القمامات وليس رميها بشكل عشوائي. وأضافت بوهلال، في تصريحها ل "المغربية"، أن من بين أسباب انتشار الحشرات، أيضا، وجود بعض الحيوانات "حمير"، ورؤس الأغنام قرب منازل السكن، إضافة إلى وجود مستنقعات ومجاري مياه غير مغلقة، كلها عوامل تساعد على تكاثر الحشرات. وأكدت رئيسة مصلحة إطار الحياة أن المصلحة توصلت، أخيرا، بشكايات من سكان الحي الحسني، ونظمت المصلحة بتنسيق مع مصالح حفظ الصحة بالمقاطعة حملة للقضاء على الحشرات، عن طريق استعمال آليات لرش المبيدات في الصباح الباكر، مشيرة إلى أنه باستعمال المبيدات لم تعد هناك حشرات وجرذان بالمنطقة. وذكرت بوهلال أن الحمامات والمساكن القديمة المغلقة تكون هي، أيضا، مجالا خصبا لانتشار الحشرات والجرذان. يشار إلى أن سكان منطقة سيدي مومن يعانون انتشار حشرة البعوض، وبأحياء سيدي عثمان وحي السلامة وبورنازيل وحي السدري ومولاي رش ينتشر ذباب صغير الحجم كأنه يحتوي على مادة لصاق، إضافة إلى هجوم صراصير كبيرة الحجم وجردان من مجاري المياه. وكان مجلس مدينة الدارالبيضاء هدد شركتي النظافة اللتين توليتا تدبير القطاع بالدارالبيضاء بفسخ العقد بسبب انتشار الأزبال وانبعاث الروائح الكريهة، ومنحها فقط أجل 15 يوما لتوفير الآليات والاشتغال بطرق حديثة، وفقا لما التزما به في دفتر التحملات.