حلت كارثة بيئية غير مسبوقة، بنهر اللوكوس قرب قرية الشليحات بجماعة الزوادة، التابعة لإقليم العرائش. وطفت أسماك من نوع "التيلابيا " و"البانكاس" على سطح الوادي أول أمس، دون معرفة الأسباب التي أدت إلى نفوق هذا العدد الكبير من السمك . وأثارت صور السمك النافق على ضفاف النهر، ردود فعل غاضبة على صفحات التواصل الإجتماعي. وفي إتصال لصحيفة طنجة24 الإلكترونية بالناشط الجمعوي مصطفى البالي، عبّر البالي عن غضبه الشديد على ما أسماه "الإستهتار بالمقدرات البيئية للمنطقة." وأشار مصطفى البالي ، من أن منطقة حوض اللوكوس خصوصا بالجماعة القروية الزوادة، تعتمد على الإقتصاد الفلاحي الذي يتم سقيه من مياه قادمة من نهر اللوكوس، "الأمر الذي سيعرض حياة الآلاف من المواطنين للأمراض والخطر" . ودعا البالي السلطات للتدخل في أقرب وقت، وفتح تحقيق لمعرفة الأسباب التي أدت لنفوق هذا العدد الكبير من السمك، خصوصا يضيف نفس المتحدث "أن المغرب شهد مؤخرا تنظيم المؤتمر العالمي "كوب 22" .وهذا التلوث "يخدش صورة بلدنا في هذا الجانب" . وتباينت الآراء حول أسباب نفوق السمك، فهناك من تحدث عن إلقاء شركات أو فلاحين لسموم سائلة بالنهر، أدت لهذه الكارثة، إلا أن أحد أعضاء مجلس جماعة زوادة كتب في تدوينة له على صفحته الفايسبوكية، بأن وادي اللوكوس تم تلويثه، جراء إلقاء إحدى الشركات الفلاحية لمواد سامة في النهر. أما أحد الفايسبوكيين فكتب بأن بعض الشركات والفلاحين ربما يستعملون مادة Métham sodium كمبيد للقضاء على الفطريات وقاتل للأعشاب الضارة، قد تكون تسببت في هذه الكارثة.مصطفى البالي إعتبر هذا الأمر جريمة بيئية في حق نهر اللوكوس التاريخي، سيكون لها تأثير على المستوى الإقتصادي، "بحكم أن إقتصاد المنطقة، يعتمد في سقي الأراضي الفلاحية، على نهر اللكوس، والمواشي تشرب من مائه." الناشط الجمعوي، عبد الرحمن الينجيري، رئيس جمعية ليكسوس للسياحة المستدامة، وصف نفوق هذا النوع من السمك، دليلا على وجود سموم غير معتادة في المنطقة، وذكر بأن السمك "التيلابيا " و"البانكاس" معروف بمقاومته لنسب عالية من التلوث في أحواض تربيته في آسيا. معتبرا أن نفوقه في نهر اللوكوس قرب جماعة الزوادة، دليل على أن درجة التلوث عالية جدا وغير عادية و خطرة. ويستعد المجتمع المدني الغاضب، لمراسلة المندوبية الإقليمية للمياه والغابات، ووزارة الفلاحة والسلطات المحلية، لدعوتها لفتح تحقيق ومعاقبة من يقف خلف تلويث نهر اللوكوس . وفي هذا الصدد طالب الدكتور نور الدين سينان رئيس جمعية "آميد" للبيئة والتنمية بالعرائش إلى فتح تحقيق عاجل في هذه الكارثة البيئية، محذرا من أن الوحدات الصناعية تقذف بدورها بمواد سائلة سامة ونفايات تدمر التوازن البيئي بالمنطقة .