حذرت جمعية قوارب الحياة للثقافة والتنمية بشمال المغرب، من ظاهرة خروج المئات من قوارب الهجرة السرية، نحو شواطئ إسبانيا وعلى متنها مئات من الشباب. وأظهرت الجمعية المختصة في قضايا الهجرة، والتي تتخذ من مدينة العرائش مقرا لها، كيف أضحت مافيا التهريب تسيطر على الوضع،بالمناطق البحرية لمدن الشمال، حيث تنطلق رحلاتها اليومية بشكل مثير للإنتباه . وحذرت الجمعية كذلك، من أن بعض تلك الرحلات، تكون من أجل الإفلات من المراقبة الأمنية، أو هروبا من البطالة والإحباط و انسداد آفاق المستقبل. وأعربت قوارب الحياة في بلاغ أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر، الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة، وحصلت طنجة24 على نسخة منه، عن قلقها من زيادة منسوب الهجرة من دول الجنوب نحو الشمال . ولاحظت الجمعية خلال هذه السنة، ارتفاع نسبة المهاجرين المغاربة، خاصة الشباب من مناطق شمال المغرب، داعية في نفس الآن إلى عدم "توقيف قوارب الموت بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، دون تحقيق ديمقراطية حقيقية في دول الجنوب المصدرة للبشر، و توفير العيش الكريم لمواطنيها، تحفظ كرامتهم وعيشهم في حرية وعدالة اجتماعية." حسب منطوق البلاغ . وعن أوضاع المهاجرين واللاجئين المستقرين في بلادنا، سجلت جمعية قوارب الحياة، بطئ المرحلة الثانية من تسوية وضعية المهاجرين الغير النظاميين بالمغرب، و"تعامل بعض مكاتب إيداع الملفات بنوع من البيروقراطية الإدارية وغياب المرونة". وطالبت المسؤولين، بسنّ سياسة جديدة تعمل على إدماج حقيقي للمهاجرين، ممن إختاروا المغرب كبلد للاستقرار، بدء بالعمل على إدماج أطفال الأفارقة جنوب الصحراء في المدارس المغربية " . وإعتبرت قوارب الحياة أن المقاربة الأمنية، كوسيلة ومعالجة وحيدة لظاهرة الهجرة محليا و دوليا، "سيكون مآلها الفشل بفعل تطورات شبكات التهجير السري عبر العالم، ومافيا تهريب البشر عبر المتوسط، بعد أن أصبح هذا النوع من التهريب يدر ملايين الدولارات على أصحابها " . وطالبت الحكومة المغربية ب"تبني سياسة جديدة للهجرة واللجوء، قائمة على التضامن الإنساني، و احترام كرامة الإنسان المهاجر ومحاربة كل أشكال الإقصاء و الكراهية، و العنف أحيانا، من تلك التي تستهدف فئات المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، سواء العابرين أو القاطنين بشكل قانوني. " وعلى المستوى الدولي، أظهرت الجمعية في ذات البلاغ، مستوى تدهور الأوضاع الإنسانية في العالم، بفعل تفاقم الحروب و الأزمات الاقتصادية و التغيرات المناخية، وكذا فرار آلاف النازحين و اللاجئين من بؤر النزاع كليبيا و سوريا و اليمن و العراق و إفريقيا و جنوب الصحراء، في اتجاه الحدود الأوروبية كإيطاليا و إسبانيا وغيرهما.