يخلد العالم و المغرب اليوم العالمي للمهاجر الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة و بهده المناسبة تقف جمعية قوارب الحياة على أن ظاهرة الهجرة من دول الجنوب نحو الشمال ازدادت بشكل ملفت للنظر وذالك بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في العالم بفعل تفاقم الحروب و الأزمات الاقتصادية و التغيرات المناخية و فرار آلاف النازحين و اللاجئين من بؤر النزاع كليبيا و سوريا و اليمن و العراق و إفريقيا و جنوب الصحراء في اتجاه الحدود الأوروبية كإيطاليا و إسبانيا و تراجعها في الحدود الشرقية لأوروبا وتركيا بموجب الاتفاق هذه الاخيرة مع الاتحاد الأوروبي الموقع السنة الماضية لوقف تدفق الهجرة. على المستوى الدولي، سجل تقرير منظمة الهجرة الدولية تزايد حركة الهجرة عبر العالم و خاصة من إفريقيا نحو أوروبا و التي خلفت ما يزيد عن 2500 قتيلا أثناء محاولاتها عبور المتوسط، حيث تراجعت في الأشهر الثلاثة الأخيرة عدد القوارب التي تنطلق من سواحل ليبيا في اتجاه إيطاليا وذلك بفعل الاتفاق السري الذي أبرمته الحكومة الايطالية مع بعض المليشيات المسلحة ب "سبراطة" مقابل ملايين الأوروات لمحاصرة خروج قوارب الهجرة السرية نحو الجزر الايطالية وخاصة "لمبيدوزا". هذا الاتفاق أكدته بعض التقارير الإعلامية الأوروبية وذلك جوابا على غياب سياسة أوروبية منسجمة قائمة على التضامن ووحدة الرؤيا. كما لا تفوتنا الفرصة للإشارة إلى الوضعية اللا إنسانية التي يعيشها المهاجرون الأفارقة جنوب الصحراء في مراكز الاحتجاز الخاضعة لسيطرة المليشيات المسلحة التي تتعامل بجميع أشكال الإهانة و الحط من الكرامة الإنسانية و الابتزاز المالي و الجنسي للمهاجرين المحتجزين. هذه الوضعية أثارت ضجة عالمية من خلال نشر الشريط الوثائقي لقناة CNN الأمريكية لتجارة الرق الموجودة بليبيا. على المستوى الوطني، تسجل جمعية قوارب الحياة بطئ المرحلة الثانية من تسوية وضعية المهاجرين الغير النظاميين بالمغرب، وتعامل بعض مكاتب إيداع الملفات بنوع من البيروقراطية الإدارية وغياب المرونة، كما لاحظت الجمعية خلال هده السنة ارتفاع نسبة المهاجرين المغاربة خاصة الشباب من مناطق شمال المغرب. أما على مستوى إقليمالعرائش، تؤكد الجمعية أن هده السنة عرفت خروج المئات من قوارب الهجرة السرية نحو شواطئ إسبانيا وعلى متنها مئات من الشباب تتخذ منطلقا لرحلاتها عدة نقط بحرية مختلفة وذلك للإفلات من المراقبة الأمنية وهروبا من البطالة و الإحباط و انسداد آفاق المستقبل. وفي الأخير تعلن جمعية قوارب الحياة المواقف التالية: n اعتبارنا أن المقاربة الأمنية كمعالجة وحيدة لظاهرة الهجرة محليا و دوليا سيكون مآلها الفشل بفعل تطورات شبكات التهجير السري عبر العالم ومافيا تهريب البشر عبر المتوسط، حيث أصبح هذا النوع من التهريب يدر ملايين الدولارات على أصحابها وغير مستعدين للتخلي عنهم مهما كانت العقوبات الزجرية. n نطالب المسؤولين بسنّ سياسة جديدة تعمل على إدماج حقيقي للمهاجرين الذي اختاروا المغرب كبلد للاستقرار، بدءا بالعمل على إدماج أطفال الأفارقة جنوب الصحراء في المدارس المغربية. n نطالب الحكومة المغربية بتبني السياسة جديدة للهجرة و اللجوء قائمة على التضامن الإنساني و احترام كرامة الإنسان المهاجر ومحاربة كل أشكال الإقصاء و الكراهية و العنف أحيانا التي تستهدف فئات المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء سواء العابرين أو القاطنين بشكل قانوني. n لا لتوقيف لقوارب الموت بالبحر المتوسط دون تحقيق ديمقراطية حقيقية في دول الجنوب المصدرة للبشر، و توفير العيش الكريم لمواطنيها لتحفظ كرامتهم وعيشهم في حرية وعدالة اجتماعية.