تعيش مدينة تطوان والمدن المجاروة لها مثل المضيق والفنيدق ومارتيل، ارتفاعا في أسعار العديد من المواد الغذائية، نتيجة توقف نشاط التهريب بباب سبتةالمحتلة منذ أسابيع، وتراجع المواد الاستهلاكية المهربة التي تلقى إقبالا كبيرا في أسواق هذه المدن. وفي خضم استمرار تعثر نشاط التهريب في باب سبتةالمحتلة بسبب إضراب مخازن السلع هناك واغلاق المعبر من طرف الجمارك باستمرار، لجأ عدد من التجار إلى الرفع في أثمنة المواد الاستهلاكية الاسبانية المهربة، وحتى السلع المحلية. وتحدث مواطنون من تطوان لجريدة "طنجة 24" عن بعض المواد الاستهلاكية المعروفة بثمنها، مثل الزبدة التي تُنتج تحت اسم تعاونية معروفة بالمدينة، التي عرفت زيادات صاروخية في أثمنتها، كنتيجة مباشرة لتراجع المنتوجات الحليبية التي تأتي من سبتةالمحتلة. وعبر عدد من المواطنين عن تذمرهم لقيام بعض التجار في الرفع في أثمنة بعض المنتوجات الاستهلاكية في المدينة، غير آبهين بالقدرة الشرائية للمواطنين، وهو ما دفع بالعديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بتطوان بالتنديد بهذه الزيادات عبر العديد من المنشورات. في المقابل، يبرر التجار، هذه الزيادات بالوضع الصعب الراهن على مستوى معبر باب سبتة، حيث يؤكد عدد منهم ضمن تصريحات لجريدة طنجة 24، التعثر الحاصل هناك، فرض عليهم مصاريف إضافية يضطرون معها إلى زيادة أسعار السلع التي يتاح تسويقها بين المواطنين. هذا وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن نشاط التهريب المعيشي بباب سبتةالمحتلة عرف توقفا لأسابيع طويلة، نتيجة إضراب تجار المعبر الحدودي باب سبتة من جهة، وبسبب اقدام الجمارك المغربية مرارا على اغلاق المعبر في وجه ممتهني التهريب بدعوى أعدادهم الكبيرة التي قد تؤدي إلى وقوع فوضى وازدحام تكون نتيجتها حوادث مميتة. ولازال الوضع في باب سبتةالمحتلة غير مستقر إلى حدود الساعة، حيث لازالت السلطات المغربية تعمل على اغلاق المعبر بشكل مستمر، وهو ما ينبئ بانفجار الوضع في أي لحظة، خاصة أن ممتهني التهريب سبق وأن احتجوا على هذه الوضعية. كما تجدر الإشارة إلى أن المنتوجات الاستهلاكية التي يتم تهريبها من سبتةالمحتلة، تلقى اقبالا كبيرا في اسواق المدن الشمالية، وفي حالة تراجعها يؤثر ذلك على السوق والقدرة الشرائية، ويؤدي إلى تلاعبات في الأسعار أيضا.