أسدل الستار على فعاليات الدورة التاسعة للملتقى الدولي مزورة، بإقيلم العرائش، والذي إختار المنظمون عقده في العديد من الفضاءات التاريخية، يعود تاريخ إنشائها إلى لعهد ما قبل التاريخ، من بينها موقع ليكسوس الأثري، وموقع مزورة . وطوال ثلاثة أيام من بحر الأسبوع الماضي،عاشت الفضاءات التاريخية أجواء ثقافية أعادت الحياة لأرجائها. ويشرف الفنان والنحات الإسباني من أصول عرائشية "إميليو غاييغو" منذ ثماني سنوات ، على تنظيم لقاء دولي يسمى بقافلة مزورة الفنية، يضم مجموعة من الفنانين من بريطانيا واليابان وهولندا وفرنسا، والمغرب، البلد المحتضن. وقال الفنان الإسباني "إميليو غاييغو" وهو من مواليد مدينة العرائش، إن اللقاء جاء ليجمع طاقات فنية من مختلف المشارب والدول، يجتمعون في المغرب، ويمارسون هواياتهم الفنية بالمواقع الأثرية المتواجدة على النفوذ الترابي لإقليمالعرائش . وأضاف "غاييغو" في تصريحات لجريدة طنجة24 الإلكترونية، بأنهم كمنظمين يسعون لجمع الرسامين والنحاتين والفنانين الدوليين، لإبراز التعدد الثقافي والتنوع الإنساني في المنطقة. وزاد قائلا " نسعى من خلال الملتقى، لتبادل التجارب ونقل الخبرات الفنية للشباب والفئات العمرية الصغيرة . من جانبه إعتبر عبد الرحمن اللنجري، رئيس جمعية ليكسوس للسياحة المستدامة، بأن هذا الحدث العالمي الذي يجمع نخبة من الفنانين الدوليين والمغاربة، هو بمثابة فرصة كبيرة، للتعريف بالموقع الميكاليتي "مزورة"، الذي يرجع إنشاؤه لحقبة ما قبل التاريخ، وهو من المواقع الناذرة في العالم، ويطلق عليه السكان المحليون بجماعة أربعاء عياشة "الوتد". ملتقى "مزورة" الذي يسعى للإحتفاء بالتاريخ البشري الضارب في عمق الزمن، والعائد لآلاف السنين،هو فرصة، كما يقول الناشط الجمعوي عبد الرحمن اللنجري، من أجل جعل هذه المناطق الأثرية، ملتقى لجلب السياح وتنشيط الدورة الإقتصادية في جانبها الثقافي والفني، وعدم الإكتفاء بإقتصاد الزراعة والرعي. ودعا اللنجري، جميع مراكز البحوث والجامعات المختصة، للقيام بعمليات التنقيب، بشراكة مع الجهات الرسمية كوزارة الثقافة، من أجل إظهار القيمة الحقيقة لهذه المواقع الأثرية الناذرة. هذا وعرف برج السعديين " برج ليهودي"، عروضا فنية جلبت لها زوارا من المهتمين، فضلا عن تنظيم ورشات فنية وتعابير هندسية، كانت من بين الأنشطة التي قدمها فنانون موهوبون . عبد السلام الصروخ، رئيس مصلحة الشؤون الثقافية ببلدية العرائش، إعتبر أن موقع مزورة الأثري، منطقة سياحية عذراء لا تزال بحاجة للتنقيب والبحث، لكشف حقيقة هذه المعالم الأثرية، التي قال بأن المعطيات العلمية لا تزال غير دقيقة، بحيث أن المؤكد هو أن الإنسان القديم الذي يعود لآلاف السنين إستوطن هذه المنطقة . ودعا الصروخ وزارة الثقافة للكشف عن لغز الموقع الميكاليتي "مزرة"، من خلال إطلاق مشروع كبير للتنقيب والبحث عن باقي المعالم المدفونة تحت الأرض . وعن طبيعة الموقع الأثري يقول الصروخ، "الموقع هو لغز بحد ذاته، يقال أنه إستخدم كمعبد للصلاة لتواجد بعض المقابر، أو مرصد للنجوم، لتواجد مسلات تشبه تلك المتواجدة لدى الفراعنة". وتمنى المسؤول البلدي، تخصيص ميزانية لتطوير المنطقة، لكونها ستكون فرصة لخدمة إقليمالعرائش من الناحية السياحية.